والغيب ما غاب عن مدارك الإنسان ونوحيه معناه نلقيه في نفسك في خفاء وحد الوحي القاء المعنى في النفس في خفاء فمنه بالملك ومنه بالالهام ومنه بالإشارة ومنه بالكتاب وفي هذه الآية بيان لنبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم إذ جاءهم بغيوب لا يعلمها إلا من شاهدها وهو مل يكن لديهم أو من قرأها في كتبهم وهو صلى الله عليه وسلّم أمي من قوم أميين أو من أعلمه الله بها وهو ذاك صلى الله عليه وسلّم ولديهم معناه عندهم ومعهم وقوله إذ يلقون أقلامهم الآية جمهور العلماء على أنه استهام لأخذها والمنافسة فيها فروي أنهم ألقوا اقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة في النهر فروي أن قلم زكريا صاعد الجرية ومضت أقلام الآخرين وقيل غير هذا قلت ولفظ ابن العربي في الأحكام قال النبي صلى الله ليعه وسلم فجرت الأقلام وعلا قلم زكريا أ ه وإذا ثبت الحديث فلا نظر لأحد معه ويختصمون معناه يتراجعون القول الجهير في أمرها وفي هذه الآية استعمال القرعة والقرعة سنة وكان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سافر أقرع بين نسائه وقال صلى الله عليه وسلّم لو يعلمون ما في الصف الأول لاستهموا عليه واختلف أيضا هل الملائكة هنا عبارة عن جبريل وحده أو عن جماعة من الملائكة ووجيها نصب على الحال وهو من الوجه أي له وجه ومنزلة عند الله وقال البخاري وجيها شريفا أ ه ومن المقربين معناه من الله تعالى وكلامه في المهد أية دالة على براءة أمه وأخبر تعالى عنه أنه أيضا يكلم الناس كهلا وفائدة ذلك أنه إخبار لها بحياته إلى سن الكهولة قال جمهور الناس الكهل الذي بلغ سن الكهولة وقال مجاهد الكهل الحليم قال ع وهذا تفسير للكهولة بعرض مصاحب لها في الأغلب واختلف الناس في حد الكهولة فقيل الكهل ابن أربعين وقيل ابن خمسة وثلاثين وقيل ابن ثلاثة وثلاثين وقيل ابن اثنين وثلاثين هذا حد أولها وأما آخرها فاثنان