إنما هي اخبارات بغيب تدل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم مقصد ذكرها هو الأظهر في حفظ رونق الكلام واصطفاك معناه تخيرك لطاعته وطهرك معناه من كل ما يصم النساء في خلق أو خلق أو دين قاله مجاهد وغيره وقول الزجاج قد جاء في التفسير أن معناه طهرك من الحيض والنفاس يحتاج إلى سند قوي وما أحفظه والعالمين يحتمل عالم زمانها قال ع وسائغ أن يتأول عموم الاصطفاء على العالمين وقد قال بعض الناس أن مريم نبية من أجل مخاطبة الملائكة لها وجمهور الناس على أنها لم تنبأ امرأة واقنتى معناه اعبدي واطيعي قاله الحسن وغيره ويحتمل أن يكون معناه أطيلي القيام في الصلاة وهذا هو قول الجمهور وهو المناسب في المعنى لقوله واسجدي وروى مجاهد أنها لما خوطبت بهذا قامت حتى ورمت قدماها وروى الاوزاعي حتى سال الدم والقيح من قدميها وروي أن الطير كانت تنزل على رأسها تظنها جمادا واختلف المتأولون لم قدم السجود على الركوع فقال قوم كان ذلك في شرعهم والقول عندي في ذلك أن مريم أمرت بفصلين ومعلمين من معالم الصلاة وهما طول القيام والسجود وخصا بالذكر لشرفهما وهذان يختصان بصلاتها مفردة وإلا فمن يصلي وراء إمام فليس يقال له أطل قيامك ثم أمرت بعد بالصلاة في الجماعة فقيل لها واركعي مع الراكعين وقصد هنا معلم آخر من معالم الصلاة ليلا يتكرر اللفظ ولم يرد في الآية الركوع والسجود الذي هو منتظم في ركعة واحدة والله أعلم وقال ص قوله واركعي الواو لا ترتب فلا يسأل لم قدم السجود إلا من جهة علم البيان وجوابه أنه قدم لأنه أقرب ما يكون العبد فيه من ربه فكان اشرف وقيل كان مقدما في شرعهم أ ه وقوله تعالى ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك الآية هذه المخاطبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم والإشارة بذلك إلى ما تقدم ذكره من القصص والأنباء الأخبار