الكافر خلود تأبيد حقيقي وإن لحظنا الآية في مسلم عاص فهو خلود مستعار على معنى المبالغة وقوله تعالى يمحق الله الربوا ويربي الصدقات يمحق معناه ينقص ويذهب ومنه محاق القمر وهو انتقاصه ويربي الصدقات معناه ينميها ويزيد ثوابها تضاعفا تقول ربت الصدقة وأرباها الله تعالى ورباها وذلك هو التضعيف لمن يشاء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن صدقة أحدكم لتقع في يد الله تعالى فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تجيء يوم القيامة وإن اللقمة لعلى قدر أحد قال ع وقد جعل الله سبحانه هذين الفعلين بعكس ما يظنه الحريص الجشيع من بني آدم إذ يظن الربا يغنيه وهو في الحقيقة ممحق ويظن الصدقة تفقره وهي في الحقيقة نماء في الدنيا والآخرة وعن يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أنه سمع عقبة ابن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول كل امرىء في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال حتى يحكم بين الناس قال يزيد وكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق بشيء فيه ولو كعكة أو بصلة قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه يعني البخاري ومسلما انتهى من الإلمام في أحاديث الأحكام لابن دقيق العيد قال الشيخ ابن أبي جمرة ولا يلهم للصدقة إلا من سبقت له سابقة خير انتهى قال أبو عمر في التمهيد وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على بنيه وكان في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله وحفظ في يوم صدقته من كل عاهة وآفة انتهى وروى أبو داود في سننه أن سعد بن عبادة قال يا رسول الله إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل قال الماء فحفر بيرا وقال هذه لأم سعد وروى أبو داود في سننه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال أيما مسلم كسا مسلما