ربا وكفاني عزا أن أكون لك عبدا وأنت كما أحب فاجعلني كما تحب وأما الحكمة فقال قيمة كل امرىء ما كان يحسنه وما هلك امرؤ عرف قدر نفسه والمرء مخبو تحت لسانه وأما الآداب فقال استغن عمن شئت فأنت نظيره وتفضل على من شئت فأنت أميره واضرع إلى من شئت فأنت أسيره انتهى ولما كانت السيما تدل على حال صاحبها ويعرف بها حاله أقامها الله سبحانه مقام الإخبار عن حال صاحبها فقال تعرفهم بسيماهم وقد قال الشيخ العارف بالله صاحب الكلم الفارقية والحكم الحقيقية كل ما دل على معنى فقد أخبر عنه ولو كان صامتا وأشار إليه ولو كان ساكتا لكن حصول الفهم والمعرفة بحسب اعتبار المعتبر ونظر المتأمل المتدبر انتهى قال ع وفي الآية تنبيه على سوء حالة من يسأل الناس إلحافا وقال ص وقوله تعالى لا يسألون الناس إلحافا إذا نفي حكم من محكوم عليه بقيد فالأكثر في لسانهم انصراف النفي إلى ذلك القيد فالمعنى ذلك القيد فينتفي السؤال والإلحاح وله نظائر انتهى وقوله تعالى وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم وعد محض أي يعلمه ويحصيه ليجازي عليه ويثيب وقوله تعالى الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار الآية قال ابن عباس نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب Bه كانت له أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية وقال قتادة نزلت في المنفقين في سبيل الله من غير تبذير ولا تقتير قال ع والآية وإن كانت نزلت في علي Bه فمعناها يتناول كل من فعل فعله وكل مشاء بصدقته في الظلم إلى مظنه الحاجة وقوله تعالى الذين يأكلون الربوا الآية الربا هو الزيادة مأخوذ من ربا يربو إذا نما وزاد على ما كان وغالبه ما كانت العرب تفعله