من غنى النفس وفي الحديث الصحيح ليس الغنى عن كثرة المال وإنما الغنى غنى النفس وقد صح عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال اللهم اجعل قوت آل محمد كفافا أخرجه مسلم وغيره وعندي أن المراد بالآل هنا متبعوه صلى الله عليه وسلّم وفي سنن ابن ماجه عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلّم ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتا وروى مسلم والترمذي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عيله وسلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى قال أبو عيسى واللفظ له هذا حديث حسن صحيح انتهى وقوله تعالى تعرفهم بسيماهم السيما مقصورة العلامة واختلف المفسرون في تعيينها فقال مجاهد هي التخشع والتواضع وقال الربيع والسدي هي جهد الحاجة وقصف الفقر في وجوههم وقلة النعمة وقال ابن زيد هي رثة الثياب وقال قوم وحكاه مكي هي أثر السجود قال ع وهذا حسن وذلك لأنهم كانوا متفرغين متوكلين لا شغل لهم في الأغلب إلا الصلاة فكان أثر السجود عليهم أبدا والإلحاف والإلحاح بمعنى قال ع والآية تحتمل معنيين أحدهما نفي السؤال جملة وهذا هو الذي عليه الجمهور أنهم لا يسألون البتة والثاني نفي الإلحاف فقط أي لا يظهر لهم سؤال بل هو قليل وبإجمال ت وهذا الثاني بعيد من ألفاظ الآية فتأمله ت وينبغي للفقير أن يتعفف في فقره ويكتفي بعلم ربه قال الشيخ ابن أبي جمرة وقد قال أهل التوفيق من لم يرض باليسير فهو أسير انتهى وذكر عبد الملك بن محمد بن أبي القاسم ابن الكردبوس في الاكتفاء في أخبار الخلفاء قال وتكلم علي بن أبي طالب Bه بتسع كلمات ثلاث في المناجاة وثلاث في الحكمة وثلاث في الآداب أما المناجاة فقال كفاني فخرا أن تكون لي