في أمة محمد إلى قيام الساعة له الحمد كثيرا ص ولكن استدراك بإثبات الفضل لله سبحانه على جميع العالمين لما يتوهمه من يريد الفساد أن الله غير متفضل عليه إذ لم يبلغه مقاصده واحتيج إلى هذا التقدير لأن لكن تكون بين متنافيين بوجه ما انتهى والإشارة بتلك إلى ما سلف من القصص والأنباء وفي هذه القصة بجملتها مثال عظيم للمؤمنين ومعتبر وقد كان أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم معدين لحرب الكفار فلهم في هذه النازلة معتبر يقتضي تقوية النفوس والثقة بالله سبحانه وغير ذلك من وجوه العبر قوله سبحانه تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض الآية تلك رفع بالابتداء والرسل خبره ويجوز أن يكون الرسل عطف بيان وفضلنا الخبر وتلك إشارة إلى جماعة ونص الله سبحانه في هذه الآية على تفضيل بعض النبيين على بعض من غير تعيين وقوله تعالى ورفع بعضهم درجات قال مجاهد وغيره هي إشارة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم لأنه بعث إلى الناس كافة وأعطي الخمس التي لم يعطها أحد قبله وهو أعظم الناس أمة وختم الله به النبوءات إلى غير ذلك مما أعطاه من الخلق العظيم ومن معجزاته وباهر آياته ويحتمل اللفظ أن يراد به نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وغيره ممن عظمت ءاياته وبينات عيسى عليه السلام أحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص وخلق الطير من الطين وروح القدس جبريل عليه السلام وقد تقدم ما قال العلماء فيه وقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم الآية معنى الآية ولو شاء الله ما اقتتل الناس بعد كل نبي فمنهم من آمن ومنهم من كفر بغيا وحسدا وعلى حطام الدنيا وذلك كله بقضاء وقدر وإرادة من الله سبحانه ولو شاء الله خلاف ذلك لكان ولكنه المستأثر بسر الحكمة في ذلك وهو الفعال لما يريد سبحانه ص ولو شاء الله