فرسي وخذ سلاحي ففعل وخرج في أحسن شكة فلما مشى قليلا رجع فقال الناس جبن الفتى فقال داود إن الله سحبانه إن لم يقتله لي ويعينني عليه لم ينفعني هذا الفرس ولا هذا السلاح ولكني أحب أن أقاتله على عادتي قال وكان داود من أرمى الناس بالمقلاع فنزل وأخذ مخلاته فتقلدها وأخذ مقلاعه فخرج إلى جالوت وهو شاك في السلاح فقال له جالوت أنت يا فتى تخرج إلى قال نعم قال هكذا كما يخرج إلى الكلب قال نعم وأنت أهون قال لأطعمن اليوم لحمك الطير والسباع ثم تدانيا فأدار داود مقلاعه وأدخل يلده إلى الحجارة فروي أنها التأمت فصارت واحدا فأخذه ووضعه في المقلاع وسمى الله وأداره ورماه فأصاب به راس جالوت فقتله وحز رأسه وجعله في مخلاته وأختلط الناس وحمل أصحاب طالوت وكانت الهزيمة ثم أن داود جاء يطلب شرطه من طالوت فقال له إن بنات الملوك لهن غرائب من المهر لا بد لك من قتل مائتين من هؤلاء الجراجمة الذين يؤذون الناس وتجيئني بغلفهم وطمع طالوت أن يعرض داود للقتل بهذه النزعة فقتل داود منهم مائتين وجاء بذلك وطلب امرأته فدفعها إليه طالوت وعظم أمر داود فيروى أن طالوت تخلى له عن الملك وصار هو الملك وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وذلك كله لين الآسانيد فلذلك انتقيت منه ما تنفك به الآية ويعلم به مناقل النازلة وأما الحكمة التي آتاه الله فهي النبوءة والزبور وعلمه سبحانه صنعة الدروع ومنطق الطير وغير ذلك من أنواع علمه صلى الله على نبينا وعليه وقوله تعالى ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض الآية أخبر الله سبحانه في هذه الآية أنه لولا دفعه بالمؤمنين في صدور الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكنه سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إلى الله إلى أن جعل ذلك