والجن وعن جابر قال قرأ علينا النبي ص - سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن ردا منكم ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب .
وقوله سبحانه خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار الآية اختلف في اشتقاق الصلصال فقيل هو من صل إذا أنتن فهي إشارة إلى الحمأة وقال الجمهور هو من صل إذا صوت وذلك في الطين لجودته فهي إشارة إلى ما كان في تربة أدم من الطين الحر وذلك أن الله تعالى خلقه من طين مختلف فمرة ذكر في خلقه هذا ومرة هذا وكل ما في القرآن صفات ترددت على التراب الذي خلق منه والفخار الطين الطيب إذا مسه الماء فخر أي ربا وعظم والجان اسم جنس كالجنة قال الفخر وفي الجان وجه آخر أنه أبو الجن كما أن الإنسان هنا أبو الإنس خلق من صلصال ومن بعده خلق من صلبه كذلك الجان هنا أبو الجن خلق من نار ومن بعده من ذريته انتهى والمارج اللهب المضطرب من النار قال ابن عباس وهو أحسن النار المختلط من ألوان شتى قال أبو حيان المارج المختلط من أصفر وأخضر وأحمر انتهى وكرر سبحانه قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان تأكيدا وتنبيها للنفوس وتحريكا لها وهذه طريقة من الفصاحة معروفة وهي من كتاب الله في مواضع وفي حديث النبي ص - وفي كلام العرب وذهب قوم إلى أن هذا التكرار إنما هو لما اختلفت النعم المذكورة كرر التوقيف مع كل واحدة منها قال ع وهذا حسن وقال الحسين بن الفضل التكرار لطرد الغفلة وللتأكيد وخص سبحانه ذكر المشرقين والمغربين بالتشريف في إضافة الرب إليهما لعظمهما في المخلوقات ت وتحتمل الآية أن يراد بالمشرقين والمغربين وما بينهما كما هو في سورة الشعراء واختلف الناس في البحرين قال ع والظاهر عندي أن قوله تعالى البحرين يريد بهما