وقوله تعالى ليس عليكم جناح ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة الآية اباح سبحانه فى هذه الآية رفع الاستيذان فى كل بيت لا يسكنه احد لأن العلة فى الاستيذان خوف الكشفة على المحرمات فاذا زالت العلة زال الحكم وباقى الآية بين ظاهر التوعد وعن مالك C انه بلغه أنه كان يستحب اذا دخل البيت غير المسكون ان يقول الذى يدخله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين انتهى اخرجه فى الموطإ .
وقوله تعالى قل للمومنين يغضوا من ابصارهم اظهر ما فى من ان تكون للتبعيض لان اول نظرة لا يملكها الانسان وانما يغض فيما بعد ذلك فقد وقع التبعيض بخلاف الفروج اذ حفظها عام لها والبصر هو الباب الأكبر الى القلب وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه وحفظ الفرج هو عن الزنا وعن كشفه حيث لا يحل ت النواظر صوارم مشهورة فأغمدها فى غمد الغض والحياء من نظر المولى والاجرحك بها عدو الهوى لا ترسل بريد النظر فيجلب لقلبك ردىء الفكر غض البصر يورث القلب نورا واطلاقه يقدح فى القلب نارا انتهى من الكلم الفارقية فى الحكم الحقيقية قال ابن العربى فى احكامه قوله تعالى ذلك ازكى لهم يريد اطهر وانمى يعنى اذا غض بصره كان اطهر له من الذنوب وانمى لعمله فى الطاعة قال ابن العربى ومن غض البصر كف التطلع الى المباحات من زينة الدنيا وجمالها كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى يريد ما عند الله تعالى انتهى .
وقوله تعالى وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن الآية امر الله تعالى النساء فى هذه الآية بغض البصر عن كل ما يكره من جهة الشرع النظر اليه وفى حديث ام سلمة قالت كنت انا وعائشة عند النبى صلى الله عليه وسلّم فدخل ابن ام مكتوم فقال النبى صلى الله عليه وسلّم احتجبن فقلن انه اعمى فقال صلى الله عليه وسلّم