عن قولهم علوا كبيرا وفى قوله سبحانه وما كان معه من اله الآية دليل التمانع وهذا هو الفساد الذى تضمنه قوله تعالى لو كان فيهما ءالهة الا الله لفسدتا والجزء المخترع محال ان تتعلق به قدرتان فصاعدا وقد تقدم الكلام على هذا الدليل فاغنى عن اعادته .
وقوله اذا جواب لمحذوف تقديره لو كان معه اله اذا لذهب .
وقوله عالم الغيب المعنى هو عالم الغيب وقرأ ابو عمرو وغيره عالم بالجر اتباعا للمكتوبة .
وقوله سبحانه قل رب اما ترينى ما يوعدون رب فلا تجعلنى فى القوم الظالمين أمر الله تعالى نبيه عليه السلام ان يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة ان كان قضى ان يرى ذلك وان شرط وما زائدة وترينى جزم بالشرط لزمته النون الثقيلة وهى لا تفارق اما عند المبرد ويجوز عند سيبويه ان تفارق ولكن استعمال القرءان لزومها فمن هنالك الزمه المبرد وهذا الدعاء فيه استصحاب الخشية والتحذير من الأمر المعذب من اجله ثم نظيره لسائر الأمة دعاء فى حسن الخاتمة وقوله ثانيا رب اعتراض بين الشرط وجوابه .
وقوله سبحانه ادفع بالتى هى احسن السيئة امر بالصفح ومكارم الأخلاق وما كان منها لهذا فهو محكم باق فى الأمة ابدا وما كان بمعنى الموادعة فمنسوخ بآية القتال .
وقوله نحن اعلم بما يصفون يقتضى انها ءاية موادعة وقال مجاهد الدفع بالتى هى احسن هو السلام تسلم عليه اذا لقيته وقال الحسن والله لا يصيبها احد حتى يكظم غيظه ويصفح عما يكره وفى الآية عدة للنبى صلى الله عليه وسلّم اي اشتغل انت بهذا وكل امرهم الينا ثم امره سبحانه بالتعوذ من همزات الشياطين وهى سورات الغضب التى لا يملك الانسان فيها نفسه وكأنها هى التى كانت تصيب المومنين مع الكفار فتقع المجادلة ولذلك اتصلت بهذه الاية وقال ابن زيد همز الشيطان الجنون وفى مصنف ابى داود ان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال اللهم انى اعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثة قال