المختصر اسئل الله تعالى ان ينفعنا وإياكم به ويجعله لنا نورا بين أيدينا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والحدب كل مسنم من الأرض كالجبل والظرب والكدية والقبر ونحوه وقالت فرقة المراد بقوله وهم يأجوج ومأجوج يعنى انهم يطلعون من كل ثنية ومرتفع ويملئون الأرض من كثرتهم وقالت فرقة المراد بقوله وهو جميع العالم وإنما هو تعريف بالبعث من القبور وقرأ ابن مسعود وهم من كل جدث بالجيم والثاء المثلثة وهذه القراءة تؤيد هذا التأويل وينسلون معناه يسرعون فى تطامن وأسند الطبرى عن أبى سعيد قال يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون احدا إلا قتلوه الا اهل الحصون فيمرون على بحيرة طبرية فيمر ءاخرهم فيقول كان هنا مرة ماء قال فيبعث الله عليهم النغف حتى تكسر اعناقهم فيقول اهل الحصون لقد هلك اعداء الله فيدلون رجلا ينظر فيجدهم قد هلكوا قال فينزل الله من السماء ماء فيقذف بهم فى البحر فيطهر الله الأرض منهم وفى حديث حذيفة نحو هذا وفى ءاخره قال وعند ذلك طلوع الشمس من مغربها وقوله سبحانه واقترب الوعد الحق يريد يوم القيامة .
وقوله فاذا هى مذهب سيبويه انها ضمير القصة وجوز الفراء ان تكون ضمير الأبصار تقدمت لدلالة الكلام ومجىء ما يفسرها والشخوص بالبصر إحداد النظر دون ان يطرف وذلك يعترى من الخوف المفرط ونحوه وباقى الآية بين .
وقوله سبحانه انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم الآية هذه الآية مخاطبة لكفار مكة اي انكم واصنامكم حصب جهنم والحصب ما توقد به النار إما لأنها تحصب به أي ترمى وإما ان يكون لغة فى الحطب اذا رمى واما قبل ان يرمى فلا يسمى حصبا الا بتجوز وحرق الاصنام بالنار على جهة التوبيخ لعابديها ومن حيث تقع ما لمن يعقل فى بعض المواضع اعترض فى هذه