قال ابن الطيب فإن قيل يرد عليه ما نقله ابن حجر عن الخطيب من أن العدل قد لا يعرف عدالته فلا يكون روايته عنه تعديلا له فالجواب إن ابن حبان إنما اشترط عدم العلم بالجرح وهو أعم ولا يلزم من انتفاء الأخص انتفاء الأعم وأما قول الخطيب إن جماعة من العدول رووا عن قوم أحاديث أمسكوا في بعضها عن ذكر أحوالهم وفي بعضها شهدوا عليهم بالكذب فجوابه إن ابن حبان إنما حكم بالعدالة قبل البيان فإذا تبين الجرح فلا تعديل عنده أيضا على أن البلخي هذا قد عرفه الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده فإنه شيخه روى عنه هذا الحديث بالسماع عنه ومن عرفه الحافظ ابن منده لا يضر جهل الذهبي معه مع أنه لم ينفرد به بل تابعه البسطامي ومن روى عنه عدلان مشهوران ارتفعت جهالة عينه بالاتفاق .
قال الشمس ابن الطيب أنا غير واحد من الأئمة عن جماعة منهم الأجهوري والخفاجي وإبراهيم الميموني وفاطمة الخالدية كلهم عن الشمس الرملي عن زكرياء عن التقي ابن فهد عن النور علي بن أحمد بن سلامة السلمي المكي عن البدر حسن بن علي بن إسماعيل العمري عن أبي العباس أحمد بن إسماعيل بن عمر الغزنوي عن أبي العباس أحمد بن علي الكناني عن الوجيه أبي المظفر منصور بن سليم الهمداني عن أبي الحسن علي بن المقير الحنبلي عن الناصر أبي الفضل محمد بن ناصر الحنبلي الحافظ عن أبي القاسم عبد الرحمن وأبي عمر عبد الله ابني الحافظ أبي عبد الله ابن منده عن أبيهما الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن منده قال أنا محمد بن فارس البلخي أنا حاتم الأصم عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن إبراهيم بن أدهم عن مالك بن دينار عن أبي مسلم الخولاني عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فذكر الحديث مثله .
وأورده الحافظ جلال الدين السيوطي في جمع الجوامع وساق بعده سند أبي عبد الله بن منده كما سقناه ثم قال ورواه ابن عساكر من طريقه وقال مالك بن دينار لم يسمع من أبي مسلم انتهى .
وغاية ما يلزم من ذلك أي مما ذكره السيوطي الانقطاع أي انقطاع السند واللازم منه كون المحذوف مجهولا والمجهول قد مر أنه داخل فيمن لا يتهم بالكذب فإن وجد للحديث شاهد دخل في الحسن لغيره وإلا فإنما يحكم