الإشارة إلى قصتهم .
قال ابن عباس حرم الله على الذين عصوا دخول بيت المقدس فلبثوا في تيههم أربعين سنة وماتوا في التيه ومات موسى وهارون ولم يدخل بيت المقدس إلا يوشع وكالب بأبناء القوم وناهض يوشع بمن بقي معه مدينة الجبارين فافتتحها وقال مجاهد تاهوا أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا وقال السدي لما ضرب الله عليهم التيه ندم موسى على دعائه عليهم وقالوا له ما صنعت بنا أين الطعام فأنزل الله المن قالوا فأين الشراب فأمر موسى أن يضرب بعصاه الحجر قالوا فأين الظل فظلل عليهم الغمام قالوا فأين اللباس وكانت ثيابهم تطول معهم كما تطول الصبيان ولا يتخرق لهم ثوب وقبض موسى ولم يبق أحد ممن أبى دخول قرية الجبارين إلا مات ولم يشهد الفتح وفيه قول آخر أنه لما مضت الأربعون خرج موسى ببني إسرائيل من التيه وقال لهم ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة إلى آخر القصة وهذا قول الربيع بن أنس وعبدالرحمن ابن زيد قال ابن ابن جرير الطبري وأبو سليمان الدمشقي وهذا الصحيح وأن موسى هو الذي فتح مدينة الجبارين مع الصالحين من بني إسرائيل لأن أهل السيرة أجمعوا على أن موسى هو قاتل عوج وكان عوج ملكهم وكان بلعم ابن باعوراء فيمن سباه موسى وقتله ولم يدخل مع موسى من قدمائهم غير يوشع وكالب وإنما حرمت على الذين لم يطيعوا وفي مسافة أرض التيه قولان .
أحدهما تسعة فراسخ قاله ابن عباس قال مقاتل هذا عرضها وطولها ثلاثون فرسخا والثاني ستة فراسخ في طول اثني عشر فرسخا حكاه مقاتل أيضا