والثاني فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا قاله قتادة والزجاج قال مقاتل وهو اعتقادهم أن الله خلقهم ورزقهم يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا .
قوله تعالى يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا قوما من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب ابن أسد إلى الإسلام وقال لهم إنكم لتعلمون أن الذي جئت به حق فقالوا ما نعرف ذلك فنزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس .
وفي الذين أوتوا الكتاب قولان .
أحدهما أنه اليهود قاله الجمهور والثاني اليهود والنصارى ذكره الماوردي وعلى الأول يكون الكتاب التوراة وعلى الثاني التوراة والإنجيل والمراد بما نزلنا القرآن وقد سبق في البقرة بيان تصديقه لما معهم .
قوله تعالى من قبل أن نطمس وجوها في طمس الوجوه ثلاثة أقوال .
أحدها أنه إعماء العيون قاله ابن عباس وقتادة والضحاك .
والثاني أنه طمس ما فيها من عين وأنف وحاجب وهذا المعنى مروي عن ابن عباس واختيار ابن قتيبة