قوله تعالى ما كان لبشر في سبب نزولها ثلاثة أقوال أحدها أن قوما من رؤساء اليهود والنصارى قالوا يا محمد أتريد أن نتخذك ربا فقال معاذالله ما بذلك بعثني فنزلت هذه الآية قاله ابن عباس والثاني أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ألا نسجد لك قال لا فانه لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله فنزلت هذه الآية قاله الحسن البصري والثالث أنها نزلت في نصارى نجران حيث عبدوا عيسى قاله الضحاك و مقاتل وفيمن عنى ب البشر قولان أحدهما محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب القرآن قاله ابن عباس وعطاء والثاني عيسى والكتاب الإنجيل قاله الضحاك و مقاتل والحكم الفقه والعلم قاله قتادة في آخرين قال الزجاج ومعنى الآية لا يجتمع لرجل نبوة والقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله لأن الله لا يصطفي الكذبة .
قوله تعالى ولكن كونوا أي ولكن يقول لهم كونوا فحذف القول لدلالة الكلام عليه .
فأما الربانيون فروي عن علي بن أبي طالب Bه أنه قال هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها وقال ابن عباس وابن جبير هم الفقهاء المعلمون وقال قتادة وعطاء هم الفقهاء العلماء الحكماء قاله ابن قتيبة واحدهم رباني وهم العلماء المعلمون وقال أبو عبيد أحسب الكلمة ليست بعربية إنما هي عبرانية أو سريانية وذلك أن ابا عبيدة زعم أن العرب لا تعرف الربانيين قال ابو عبيد و إنما عرفها الفقهاء و أهل العلم قال وسمعت رجلا عالما بالكتب يقول هم العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهي وحكى ابن الأنباري عن بعض اللغويين الرباني منسوب إلى الرب لأن العلم مما يطاع الله به فدخلت الألف والنون في النسبة للمبالغة كما قالوا رجل لحياني إذا بالغوا في وصفه بكبر اللحية