ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ونصرناهم فكانوا هم الغالبين وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم وتركنا عليهما في الآخرين سلام على موسى وهارون إنا كذلك نجزي المحسنين إنهما من عبدانا المؤمنين وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه في الآخرين سلام على آل ياسين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين .
قوله تعالى ولقد مننا على موسى وهارون أي أنعمنا عليهما بالنبوة .
وفي الكرب العظيم قولان أحدهما استعباد فرعون وبلاؤه وهو معنى قول قتادة والثاني الغرق قاله السدي .
قوله تعالى ونصرناهم فيه قولان أحدهما أنه يرجع إلى موسى وهارون وقومهما والثاني أنه يرجع إليهما فقط فجمعا لأن العرب تذهب بالرئيس إلى الجمع لجنوده وأتباعه ذكرهما ابن جرير وما بعد هذا قد تقدم بيانه الأنبياء 48 إلى قوله وإن إلياس لمن المرسلين فيه قولان .
أحدهما أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل قاله الأكثرون .
والثاني أنه إدريس قاله ابن مسعود وقتادة وكذلك كان يقرأ ابن مسعود وأبوالعالية وأبو عثمان النهدي وإن إدريس مكان إلياس