ترك النظر في خلق نفسه إذ خلق من نطفة قال من يحيي العظام وهي رميم أي بالية يقال رم العظم إذا بلي فهو رميم لأنه معدول عن فاعله وكل معدول عن وجهه و وزنه فهو مصروف عن إعرابه كقوله وما كانت أمك بغيا مريم 28 فأسقط الهاء لأنها مصروفة عن باغية فقاس هذا الكافر قدرة الله تعالى بقدرة الخلق فأنكر إحياء العظم البالي لأن ذلك ليس في مقدور الخلق قل يحييها الذي أنشأها أي ابتدأ خلقها أول مرة وهو بكل خلق من الابتداء والإعادة عليم .
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا قال ابن قتيبة أراد الزنود التي توري بها الأعراب من شجر المرخ والعفار فإن قيل لم قال الشجر الأخضر ولم يقل الشجر الخضر .
فالجواب أن الشجر جمع وهو يؤنث ويذكر قال الله تعالى فمالئون منها البطون الواقعة 53 وقال فاذا أنتم منه توقدون .
ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر وقرأ أبو بكر الصديق وعاصم الجحدري يقدر بياء من غير ألف على أن يخلق مثلهم وهذا استفهام تقرير والمعنى من قدر على ذلك العظيم قدر على هذا اليسير وقد فسرنا