ما استيسر من الهدي ومثله أو به أذى من رأسه ففدية تقديره فحلق ففدية والهدي ما أهدي إلى البيت وأصله هدي مشدد فخفف قاله ابن قتيبة وبالتشديد يقرأ الحسن و مجاهد و في المراد بما استيسر من الهدي ثلاثة أقوال أحدها أنه شاة قاله علي بن أبي طالب و ابن عباس والحسن وعطاء وابن جبير وإبراهيم وقتادة و الضحاك والثاني أنه ما تيسر من الإبل والبقر لا غير قاله ابن عمر وعائشة والقاسم والثالث أنه على قدر الميسرة رواه طاووس عن ابن عباس وروي عن الحسن وقتادة قالا اعلاه بدنه وأوسطه بقرة وأخسه شاة وقال أحمد الهدي من الأصناف الثلاثة من الإبل والبقر والغنم وهو قول أبي حنيفة C ومالك والشافعي رحمهما الله .
قوله تعالى حتى يبلغ الهدي محله قال ابن قتيبة المحل الموضع الذي يحل به نحره وهو من حل يحل وفي المحل قولان أحدهما أنه الحرم قاله ابن مسعود والحسن وعطاء وطاووس و مجاهد وابن سيرين والثوري وابو حنيفة والثاني أنه الموضع الذي أحصر به فيذبحه ويحل قاله مالك والشافعي و أحمد .
قوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية هذا نزل على سبب وهو أن كعب بن عجرة كثر قمل رأسه حتى تهافت على وجهه فنزلت هذه الآية فيه فكان يقول في نزلت خاصة .
فصل .
قال شيخنا علي بن عبيد الله اقتضى قوله ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله تحريم حلق الشعر سواء وجد به الأذى أو لم يجد حتى نزل فمن كان منكم