فصل .
وقد روي عن جماعة من المفسرين منهم قتادة أن قوله تعالى فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين منسوخ بآية السيف وإنما يستقيم هذا إذا قلنا إن معنى الكلام فإن انتهوا عن قتالكم مع إقامتهم على دينهم فأما إذا قلنا إن معناه فإن انتهوا عن دينهم فالآية محكمة .
الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين .
قوله تعالى الشهر الحرام بالشهر الحرام .
هذه الآية نزلت على سبب واختلفوا فيه على قولين أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل هو و أصحابه معتمرين في ذي القعدة ومعهم الهدي فصدهم المشركون فصالحهم نبي الله على أن يرجع عنهم ثم يعود في العام المقبل فيكون بمكة ثلاث ليال ولا يدخلها بسلاح ولا يخرج بأحد من أهل مكة فلما كان العام المقبل أقبل هو وأصحابه فدخلوها فافتخر المشركون عليه إذ ردوه يوم الحديبة فأقصه الله منهم وأدخله مكة في الشهر الذي ردوه فيه فقال الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص والى هذا المعنى ذهب ابن عباس و مجاهد وعطاء و أبوالعالية وقتادة في آخرين والثاني أن مشركي العرب قالوا للنبي عليه السلام انهيت عن قتالنا في الشهر الحرام قال نعم وأرادوا أن يفتروه في الشهر الحرام فيقاتلوه فيه فنزلت هذه الآية يقول إن استحلوا منكم شيئا في الشهر الحرام فاستحلوا منهم مثله هذا قول الحسن واختاره إبراهيم ابن السري و الزجاج فأما أرباب القول الأول فيقولون معنى الآية الشهر الحرام