وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين .
قوله تعالى وقاتلوا فس سبيل الله الذين يقاتلونكم .
سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت ونحر هديه بالحديبية وصالحه المشركون على أن يرجع من العام المقبل رجع فلما تجهز في العام المقبل خاف أصحابه أن لا تفي لهم قريش بذلك و أن يصدوهم ويقاتلوهم وكره أصحابه القتال في الشهر الحرام فنزلت هذه الآية قاله ابن عباس .
قوله تعالى ولا تعتدوا أي ولا تظلموا وفي المراد بهذا الاعتداء اربعة أقوال أحدها أنه قتل النساء والولدان قاله ابن عباس و مجاهد والثاني أن معناه لا تقاتلوا من لم يقاتلكم قاله سعيد بن جبير و أبوالعالية و ابن زيد والثالث أنه إتيان ما نهوا عنه قاله الحسن والرابع أنه ابتداؤهم بالقتال في الحرم في الشهر الحرام قاله مقاتل .
فصل .
اختلف العلماء هل هذه الآية منسوخة أم لا على قولين .
أحدهما أنها منسوخة واختلف أرباب هذا القول في المنسوخ منها على قولين أحدهما أنه اولها وهو قوله وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم قالوا وهذا يقتضي أن القتال يباح في حق من قاتل من الكفار ولا يباح في حق من لم يقاتل وهذا منسوخ بقوله واقتلوهم حيث ثقفتموهم والثاني أن المنسوخ منها ولا تعتدوا ولهؤلاء في هذا الاعتداء قولان أحدهما أنه قتل من لم يقاتل والثاني أنه ابتداء المشركين بالقتال وهذا منسوخ بآية السيف .
والقول الثاني أنها محكمة ومعناها عند ارباب هذا القول وقاتلوا في سبيل الله