تفسير الفاتحة قال ابن الأنباري فعلى القول الأول يكون قد نسق الكل على بعض كما يقول العربي رأيت جدار الدار والدار وإنما يصلح هذا لأن الزيادة التي في الثاني من كثرة العدد أشبه بها ما يغاير الأول فجوز ذلك عطفه عليه وعلى القول الثاني نسق الشيء على نفسه لما زيد عليه معنى المدح والثناء كما قالوا روي ذلك عن عمر وابن الخطاب يريدون ابن الخطاب الفاضل العالم الرفيع المنزلة فلما دخلته زيادة أشبه ما يغاير الأول فعطف عليه .
ولما ذكر الله تعالى منته عليه بالقرآن نهاه عن النظر إلى الدنيا ليستغني بما آتاه من القرآن عن الدنيا فقال لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم أي أصنافا من اليهود والمشركين والمعنى أنه نهاه عن الرغبة في الدنيا .
وفي قوله ولا تحزن عليهم قولان .
أحدهما لا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا والثاني لا تحزن بما أنعمت عليهم في الدنيا .
قوله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين أي ألن جانبك لهم وخفض الجناح عبارة عن السكون وترك التصعب والإباء قال ابن عباس ارفق بهم ولا تغلظ عليهم .
قوله تعالى وقل إني أنا النذير المبين حرك ياء إني ابن كثير وأبو عمرو ونافع وذكر بعض المفسرين أن معناها منسوخ بآية السيف كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون .
قوله تعالى كما أنزلنا على المقتسمين في هذه الكاف قولان