والثالث لكل أجل قدره الله D ولكل أمر قضاه كتاب أثبت فيه ولا تكون آية ولا غيرها إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب هذا معنى قول ابن جرير يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .
قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويثبت ساكنة الثاء خفيفة الباء وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويثبت مشددة الباء مفتوحة الثاء قال أبو علي المعنى ويثبته فاستغنى بتعدية الأول من الفعلين عن تعدية الثاني .
واختلف المفسرون في المراد بالذي يمحو ويثبت على ثمانية أقوال .
أحدهها أنه عام في الرزق والأجل والسعادة والشقاوة وهذا مذهب عمر وابن مسعود وأبي وائل والضحاك وابن جريج .
والثاني أنه الناسخ والمنسوخ فيمحو المنسوخ ويثبت الناسخ روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير وقتادة والقرظي وابن زيد وقال ابن قتيبة يمحو الله ما يشاء أي ينسخ من القرآن ما يشاء ويثبت أي يدعه ثابتا لا ينسخه وهو المحكم .
والثالث أنه يمحو ما يشاء ويثبت إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ودليل هذا القول ما روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة بن أسيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذامضت على النطفة خمس وأربعون ليلة يقول الملك الموكل أذكر أم أنثى فيقضي