والرابع يحفظونه من الجن قاله مجاهد والنخعي وقال كعب لولا أن الله تعالى وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفتكم الجن وقال مجاهد ما من عبد إلا وملك موكل به يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فإذا أراده شيء قال وراءك وراءك إلا شيء قد قضي له أن يصيبه وقال أبو مجلز جاء رجل من مراد إلى علي عليه السلام فقال احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة .
والخامس أن في الكلام تقديما وتأخيرا والمعنى له معقبات من أمر الله يحفظونه قاله أبو صالح والفراء .
والسادس يحفظونه لأمر الله فيه حتى يسلموه إلى ما قدر له ذكره أبو سليمان الدمشقي واستدل بما روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال يحفظونه من أمر الله حتى إذا جاء القدر خلوا عنه وقال عكرمة يحفظونه لأمر الله .
والسابع يحفظون عليه الحسنات والسيئات قاله ابن جريج قال الأخفش وإنما أنث المعقبات لكثرة ذلك منها نحو النسابة والعلامة ثم ذكر في قوله يحفظونه لأن المعنى مذكر .
قوله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم أي لايسلبهم نعمه حتى يغيروا ما بأنفسهم فيعملوا بمعاصيه قال مقاتل ويعني بذلك كفار مكة .
قوله تعالى وإذا أراد الله بقوم سوءا فيه قولان .
أحدهما أنه العذاب والثاني البلاء .
قوله تعالى فلا مرد له أي لا يرده شيء ولا تنفعه المعقبات