قوله تعالى يهرعون إليه قال ابن عباس ومجاهد يهرعون يسرعون وقال الفراء والكسائي لا يكون الإهراع إلا إسراعا مع رعدة قال ابن قتيبة الإهراع شيبه بالرعدة يقال أهرع الرجل إذا أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله كما يقال أرعد قال ابن الأنباري الإهراع فعل واقع بالقوم وهو لهم في المعنى كما قالت العرب قد أولع الرجل بالأمر فجعلوه مفعولا وهو صاحب الفعل ومثله أرعد زيد وسهي عمرو من السهو كل واحد من هذه الأفاعيل خرج الاسم معه مقدرا تقدير المفعول وهو صاحب الفعل لا يعرف له فاعل غيره قال وقال بعض النحويين لا يجوز للفعل أن يجعل فاعله مفعولا وهذه الأفعال المذكورة فاعلوها محذوفون وتأويل أولع زيد أولعه طبعه وجبلته وأرعد الرجل أرعده غضبه وسهي عمرو جعله ساهيا ماله أو جهله و أهرع معناه أهرعه خوفه ورعبه فلهذه العلة خرج هؤلاء الأسماء مخرج المفعول به قال وقال بعض اللغويين لا يكون الإهراع إلا إسراع المذعور الخائف لا يقال لكل مسرع مهرع حتى ينضم إلى إسراعه جزع وذعر قال المفسرون سبب إهراعهم أن امرأة لوط أخبرتهم بالأضياف ومن قبل أي ومن قبل مجيئهم إلى لوط كانوا يعملون السيئات يعني فعلهم المنكر .
وفي قوله هؤلاء بناتي قولان .
أحدهما أنهن بناته لصلبه قاله ابن عباس .
فإن قيل كيف جمع وقد كن اثنتين فالجواب أنه قد يقع الجمع على اثنين كقوله وكنا لحكمهم شاهدين الأنبياء 78