قوله تعالى وضاق بهم ذرعا قال ابن عباس ضاق ذرعا بأضيافه قال الفراء الأصل فيه وضاق ذرعه بهم فنقل الفعل عن الذرع إلى ضمير لوط ونصب الذرع بتحول الفعل عنه كما قال واشتعل الرأس شيبا مريم 4 ومعناه اشتعل شيب الرأس .
قال الزجاج يقال ضاق فلان بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا وذكر ابن الأنباري فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أن معناه وقع به مكروه عظيم لايصل إلى دفعة عن نفسه فالذرع كناية عن هذا المعنى .
والثاني أن معناه ضاق صبره وعظم المكروه عليه وأصله من ذرع فلانا القيء إذا غلبه وسبقه .
والثالث أن المعنى ضاق بهم وسعه فناب الذرع والذراع عن الوسع لأن الذراع من اليد والعرب تقول ليس هذا في يدي يعنون ليس هذا في وسعي ويدل على صحة هذا أنهم يجعلون الذراع في موضع الذرع فيقولون ضقت بهذا الأمر ذراعا قال الشاعر ... إليك إليك ضاق بهم ذرعا ... .
فأما العصيب فقال أبو عبيدة العصيب الشديد الذي يعصب الناس بالشر وأنشد ... يوم عصيب يعصب الا بطالا ... عصب القوي السلم الطوالا ... .
وقال أبو عبيد يقال يوم عصيب ويوم عصبصب إذا كان شديدا