وارتفاع العصمة وزوال الأمان والخطاب في قوله إلى الذين عاهدتم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي كان يتولى المعاهدة وأصحابه راضون فكأنهم بالرضا عاهدوا أيضا وهذا عام في كل من عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مقاتل هم ثلاثة أحياء من العرب خزاعة وبنو مدلج وبنو خزيمة .
فسيحوا في الأرض أربعة اشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين .
قوله تعالى فسيحوا في الأرض أي انطلقوا فيها آمنين لا يقع بكم منا مكروه .
إن قال قائل هذه مخاطبة شاهد والآية الأولى إخبار عن غائب فعنه جوابان .
أحدهما أنه جائز عند العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب قال عنترة ... شطت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا علي طلابك ابنة مخرم ... .
هذا قول أبي عبيدة .
والثاني أن في الكلام إضمارا تقديره فقل لهم سيحوا في الارض أي اذهبوا فيها وأقبلوا وأدبروا وهذا قول الزجاج .
واختلفوا فيمن جعلت له هذه الأربعة الأشهر على أربعة أقوال