لما جعله يدعو جعل الديكة قوما وجعلهم معازيل وهم الذين لا سلاح معهم وجعلهم أسرة وأسرة الرجل رهطه وقومه .
ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون .
قوله تعالى ولا يستطيعون لهم نصرا يقول إن الاصنام لا تستطيع نصر من عبدها ولا تمنع من نفسها .
وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعونكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون .
قوله تعالى وإن تدعوهم فيه قولان .
أحدهما أنها ترجع إلى الأصنام فالمعنى وإن دعوتم أيها المشركون أصنامكم إلى سبيل رشاد لا يتبعوكم لأنهم لا يعقلون .
والثاني أنها ترجع إلى الكفار فالمعنى وإن تدع يا محمد هؤلاء المشركين إلى الهدى لا يتبعوكم فدعاؤكم إياهم وصمتكم عنهم سواء لأنهم لا ينقادون إلى الحق وقرأ نافع لا يتبعوكم بسكون التاء .
إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين