قوله تعالى لجهنم هذه اللام يسميها بعض أهل المعاني لام العاقبة كقوله ليكون لهم عدوا وحزنا ومثله قول الشاعر ... أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها ... .
ودخل رجل على عمر بن عبد العزيز يعزيه بموت ابنه فقال ... تعز أمير المؤمنين فإنه ... لما قد ترى يغذى الصغير ويولد ... .
وقد أخبر الله D في هذه الآية بنفاذ علمه فيهم أنهم يصيرون إليها بسبب كفرهم .
قوله تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها لما أعرض القوم عن الحق والتفكر فيه كانوا بمنزلة من لم يفقه ولم يبصر ولم يسمع وقال محمد بن القاسم النحوي أراد بهذا كله أمر الآخرة فانهم يعقلون أمر الدنيا .
قوله تعالى أولئك كالأنعام شبههم بالأنعام لأنها تسمع وتبصر ولا تعتبر ثم قال بل هم أضل لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها فتلزم بعض ما تبصره وهؤلاء يعلم أكثرهم أنه معاند فيقدم على النار أولئك هم الغافلون عن أمر الآخرة .
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون .
قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى سبب نزولها أن رجلا دعا الله في صلاته ودعا الرحمن فقال أبو جهل أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا فما بال هذا يدعو اثنين فأنزل الله هذه الآية قاله مقاتل فأما الحسنى فهي تأنيث الأحسن ومعنى الآية أن أسماء الله حسنى وليس المراد أن فيها ما ليس