قوله تعالى أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فاتبعنا منهاجهم على جهل منا بآلهيتك افتهلكنا بما فعل المبطلون في دعواهم أن معك إلها فقطع الله احتجاجهم بمثل هذا إذ أذكرهم أخذ الميثاق على كل واحد منهم وجماعة أهل العلم على ما شرحنا من أنه استنطق الذر وركب فيهم عقولا وأفهاما عرفوا بها ما عرض عليهم وقد ذكر بعضهم أن معنى أخذ الذرية إخراجهم إلى الدنيا بعد كونهم نطفا ومعنى إشهادهم على أنفسهم اضطرارهم إلى العلم بأنه خالقهم بما أظهر لهم من الآيات والبراهين ولما عرفوا ذلك ودعاهم كل ما يرون ويشاهدون إلى التصديق كانوا بمنزلة الشاهدين والمشهدين على أنفسهم بصحته كما قال شاهدين على أنفسهم بالكفر يريدهم بمنزلة الشاهدين وإن لم يقولوا نحن كفرة كما يقول الرجل قد شهدت جوارحي بصدقك أي قد عرفته ومن هذا الباب قوله شهد الله أي بين وأعلم وقد حكى نحو هذا القول ابن الانباري والأول أصح لموافقة الآثار .
وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون .
قوله تعالى وكذلك نفصل الآيات أي كما بينا في أخذ الميثاق الآيات ليتدبرها العباد فيعملوا بموجبها ولعلهم يرجعون أي ولكي يرجعوا عما هم عليه من الكفر إلى التوحيد .
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .
قوله تعالى واتل عليهم قال الزجاج هذا نسق على ما قبله والمعنى