من الله تعالى عن نفسه وملائكته أنهم شهدوا على إقرار بني آدم ويحسن الوقف على قوله بلى لأن كلام الذرية قد انقطع وزعم الكلبي ان الذرية لما قالت بلى قال الله للملائكة اشهدوا فقالوا شهدنا وروى أبو العالية عن أبي بن كعب قال جمعهم جميعا فجعلهم أزواجا ثم صورهم ثم استنطقهم ثم قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك آلهنا قال فاني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين لم نعلم بهذا وقال السدي أجابته طائفة طائعين وطائفة كارهين تقية .
قوله تعالى ان يقولوا قرأ أبو عمرو أن يقولوا أو يقولوا بالياء فيهما وقرأ الباقون بالتاء فيهما قال أبو علي حجة أبي عمرو قوله وإذ أخذ ربك وقوله قالوا بلى وحجة من قرأ بالتاء أنه قد جرى في الكلام خطاب ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ومعنى قوله يقولوا لئلا يقولوا مثله أن تميد بكم وفي قوله إنا كنا قولان .
أحدهما أنه إشارة إلى الميثاق والإقرار .
والثاني أنه إشارة إلى معرفة أنه الخالق قال المفسرون وهذه الآية تذكير من الله تعالى بما أخذ على جميع المكلفين من الميثاق واحتجاج عليهم لئلا يقول الكفار إنا كنا على هذا الميثاق غافلين لم نذكره ونسيانهم لا يسقط الاحتجاج بعد أن أخبر الله تعالى بذلك على لسان النبي صلى الله عليه وسلم الصادق وإذا ثبت هذا بقول الصادق قام في النفوس مقام الذكر فالاحتجاج به قائم .
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون