وفي الدم قولان أحدهما أن ماءهم صار دما قاله الجمهور والثاني أنه رعاف أصابهم قاله زيد بن اسلم .
الإشارة إلى شرح القصة .
قال ابن عباس جاءهم الطوفان فكان الرجل لا يقدر ان يخرج إلى ضيعته حتى خافوا الغرق فقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشفه عنا ونؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا لهم فكشفه الله عنهم وأنبت لهم شيئا لم ينبته قبل ذلك فقالوا هذا ما كنا نتمنى فأرسل الله عليهم الجراد فأكل ما أنبتت الأرض فقالوا ادع لنا ربك فدعا فكشف الله عنهم فأحرزوا زروعهم في البيوت فأرسل الله عليهم القمل فكان الرجل يخرج بطحين عشرة أجربة إلى الرحى فلا يرى منها ثلاثة أقفزة فسألوه فدعا لهم فكشف عنهم فلم يؤمنوا فأرسل الله عليهم الضفادع ولم يكن شيء أشد منها كانت تجيء إلى القدور وهي تغلي وتفور فتلقي أنفسها فيها فتفسد طعامهم وتطفئ نيرانهم وكانت الضفادع برية فأورثها الله تعالى برد الماء والثرى إلى يوم القيامة فسألوه فدعا لهم فلم يؤمنوا فأرسل الله عليهم الدم فجرت أنهارهم وقلبهم دما فلم يقدروا على الماء العذب وبنو إسرائيل في الماء العذب فاذا دخل الرجل منهم يستقي من أنهار بني اسرائيل صار ما دخل فيه دما والماء من بين يديه ومن خلفه صاف عذب لا يقدر عليه فقال فرعون أقسم بالهي يا موسى لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فدعا موسى فذهب الدم وعذب ماؤهم فقالوا والله لا نؤمن بك ولا نرسل معك بني إسرائيل