فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون .
قوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به قال ابن عباس تركوا ما وعظوا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء يريد رخاء الدنيا وسرورها وقرأ أبو جعفر وابن عامر فتحنا بالتشديد هنا وفي الأعراف وفي الأنبياء فتحت وفي القمر فتحنا والجمهور على تخفيفهن قال الزجاج أبواب كل شيء كان مغلقا عنهم من الخير حتى إذا ظنوا أن ما كان نزل بهم لم يكن انتقاما وما فتح عليهم باستحقاقهم أخذناهم بغتة أي فاجأهم عذابنا .
وقال ابن الانباري إنما أراد بقوله كل شيء التأكيد كقول القائل أكلنا عند فلان كل شيء وكنا عنده في كل سرور يريد بهذا العموم تكثير ما يصفه والإطناب فيه كقوله وأوتيت من كل شيء وقال الحسن من وسع عليه فلم ير أنه لم يمكر به فلا رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له ثم قرأ هذه الآية وقال مكر بالقوم ورب الكعبة أعطوا حاجاتهم ثم أخذوا .
قوله تعالى فاذا هم مبلسون في المبلس خمسة اقوال .
أحدها أنه الآيس من رحمة الله D رواه الضحاك عن ابن عباس وقال في رواية أخرى الآيس من كل خير وقال الفراء المبلس اليائس