ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون .
قوله تعالى ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك في الآية محذوف تقديره ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك رسلا فخالفوهم فأخذناهم بالبأساء وفيها ثلاثة أقوال .
أحدها أنها الزمانة والخوف رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني أنها البؤس وهو الفقر قاله ابن قتيبة .
والثالث أنها الجوع ذكره الزجاج .
وفي الضراء ثلاثة أقوال .
أحدها البلاء والجوع رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني النقص في الأموال والأنفس ذكره الزجاج .
والثالث الاسقام والأمراض قاله أبو سليمان .
قوله تعالى لعلهم يتضرعون أي لكي يتضرعوا والتضرع التذلل والاستكانة وفي الكلام محذوف تقديره فلم يتضرعوا .
فلولا إذا جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون .
قوله تعالى فلولا معناه فهلا والبأس العذاب ومقصود الآية أن الله تعالى أعم نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قد أرسل إلى قوم قبله بلغوا من القسوة أنهم أخذوا بالشدائد فلم يخضعوا وأقاموا على كفرهم وزين لهم الشيطان ضلالتهم فأصروا عليها