وقال أبو علي يجوز أن يكون معنى القراءتين واحدا وإن اختلفت اللفظتان إلا أن فعلت إذا ارادوا أن ينسبوه إلى أمر أكثر من أفعلت ويؤكد أن القراءتين بمعنى ما حكاه سيبويه أنهم قالوا قللت وأقللت وكثرت وأكثرت بمعنى .
قال أبو علي ومعنى لا يكذبونك لا يقدرون أن ينسبوك إلى الكذب فيما أخبرت به مما جاء في كتبهم ويجوز أن يكون معنى الحقيقة لا يصادفونك كاذبا كما يقال أحمدت الرجل إذا اصبته محمودا لأنهم يعرفونك بالصدق والأمانة ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون بألسنتهم ما يعلمونه يقينا لعنادهم .
وفي آيات الله هاهنا ثلاثة أقوال .
أحدها أنها محمد صلى الله عليه وسلم قاله السدي .
والثاني محمد والقرآن قاله ابن السائب .
والثالث القرآن قاله مقاتل .
ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جآءك من نبأي المرسلين .
قوله تعالى ولقد كذبت رسل من قبلك هذه تعزية له على ما يلقى منهم قال ابن عباس فصبروا على ما كذبوا رجاء ثوابي وأوذوا حتى نشروا بالمناشير وحرقوا بالنار حتى أتاهم نصرنا بتعذيب من كذبهم