شاهدناه هذا نحن وغيرنا منهم جهرة ونرى أحدهم قد اتخذ ذكر معبوده على لسانه إن قام وقعد وإن عثر وهو لا ينكر ذلك ويزعم أنه باب حاجته إلى الله وشفيعه عنده وهكذا كان عباد الأصنام سواء وهذا القد هو الذي قام بقلوبهم وتوارثه المشركون بحسب اختلاف آلهتهم فأولئك كانت آلهتهم من الحجر وغيرهم اتخذها من البشر قال الله تعالى حاكيا عن أسلاف هؤلاء والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار وهكذا حال من اتخذ من دون الله وليا يزعم أنه يقربه إلى الله تعالى وما أعز من تخلص من هذا بل ما أعز من لا يعادي من أنكره والذي قام بقلوب هؤلاء المشركين أن آلهتهم تشفع لهم عند الله وهذا عين الشرك .
وقد أنكر الله ذلك في كتابه وأبطله وأخبر أن الشفاعة كلها له ثم ذكر الآية التي في سورة سبأ وهي قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وتكلم عليها ثم قال والقرآن مملوء من أمثالها ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته ويظنه في قوم قد خلوا ولم يعقبوا وارثا وهذا هو الذي