بكلمة التوحيد فقط من دون نظر إلى ما ينافي ذلك من أفعال المتكلم بكلمة التوحيد ويخالفه من اعتقاده الذي صدر عنه تلك الأفعال المتعلقة بالأموات وهذا الاعتبار لا ينبغي التعويل عليه ولا الاشتغال به فالله سبحانه إنما ينظر إلى القلوب وما صدر من الأفعال عن اعتقاد لا إلى مجرد الألفاظ وإلا لما كان فرق بين المؤمن والمنافق .
وأما ما نقله السيد المذكور C تعالى عن ابن القيم في أول كلامه من تقسيم الكفر إلى عملي واعتقادي فهو كلام صحيح وعليه جمهور المحققين ولكن لا يقول ابن القيم ولا غيره إن الاعتقاد في الأموات على الصفة التي ذكرها هو من الكفر العلمي وسننقل ههنا كلام ابن القيم في أن ما يفعله المعتقدون في الأموات من الشرك الأكبر كما نقل عنه السيد C تعالى في كلامه السابق ثم نتبع ذلك بالنقل عن بعض أهل العلم فإن السائل كثر الله فوائده قد طلب ذلك في سؤاله فنقول .
قال ابن القيم في شرح المنازل في باب التوبة وأما الشرك فهو نوعان أكبر وأصغر فالأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه وهو أن يتخذ من دون الله ندا يحبه كما يحب الله بل أكثرهم يحبون آلهتهم أعظم من محبة الله ويغضبون لمنتقص معبوديهم من المشايخ أعظم مما يغضبون إذا انتقض أحد رب العالمين وقد