ودخلوا من الشرك في بواب بكثير من الأسباب ومن ذلك قول من يقول مخاطبا لابن العجيل ... هات لي منك يا ابن موسى إغاثة ... عاجلا في سيرها حثاثة ... .
فهذا محض الاستغاثة التي لا تصلح لغير الله لميت من الأموات قد صار تحت أطباق الثرى منذ مئين من السنين ويغلب على الظن أ مثل هذا البيت والبيت الذي قبله إنما وقعا من قائليهما لغفلة وعدم تيقظ ولا مقصد لهما إلا تعظيم جانب النبوة والولاية ولو نبها لتنبها ورجعا وأقرا بالخطأ وكثيرا ما يعرض ذلك لأهل العلم والأدب والفطنة وقد سمعنا ورأينا فمن وقف على شيء من هذا الجنس لحي من الأحياء فعليه إيقاظه بالحجج الشرعية فإن رجع وإلا كان الأمر فيه كما أسلفناه .
وأما إذا كان القائل قد صار تحت أطباق الثرى فينبغي إرشاده الأحياء إلى ما في ذلك الكلام من الخلل وقد وقع في البردة والهمزية شيء كثير من هذا الجنس ووقع أيضا لمن تصدى لمدح بنينا محمد A ولمدح الصالحين والأئمة الهادين مالا يأتي عليه الحصر ولا يتعلق بالاستكثار منه فائدة فليس المراد إلا التنبيه والتحذير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ربنا لا تزغ قلوبنا