وأما قولهم لا فرق بين الأحياء والأموات في جواز التوسل والاستغاثة وما ثبت لأحد المثلين ثبت للآخر وقد ثبتت حياة الأنبياء في قبورهم لأنهم أعلى مقاما من الشهداء فجازت الاستغاثة والتوسل بهم وبالشهداء والأولياء .
فالجواب أن هذه المقالة مصادمة للقرآن صريحا لأن القرآن يقول وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور .
ويقول فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين .
فسبحان الله الذي أعمى بصائر هؤلاء القبوريين الدجاجلة المضلين حتى سووا بين الأحياء والميتين .
بل قالوا إن الأرواح بعد مفارقة الأجسام باقية وتتصرف التصرف التام .
فعلى عقولهم العفاء والدمار فما أجهل هؤلاء وما أكفرهم فلو كانوا أحياء كما جاز دفنهم وتقسم أموالهم وتتزوج نساؤهم بالنسبة لغير الرسول A .
وإنا نرى الميت يهان ويوطأ وهو لا يتحرك ولا يدفع عن نفسه أتراه رضي لها الهوان ولا أظن أن سمع الناس أبطل من هذا الكلام وأفسد من هذا القياس