فتكون معطوفة على باء بسخط عطف الصلة الأسمية عل ىالصلة الفعلية وعلى كلا الإحتمالين لا محل لها من الإعراب وبئس المصير إما تذييل أو إعتراض أو معطوف على الصلة بتقدير ويقال : في حقهم ذلك وأياما كان فالمخصوص بالذم محذوف أي جهنم و المصير إسم مكان ويحتمل المصدرية وفرقوا بينه وبين المرجع بأن المصير يقتضي مخالفة ما صار إليه من جهنم لما كان عليه في الدنيا لأن الصيرورة تقتضي الإنتقال من حال إلى حال أخرى كصار الطين خزفا والمرجع إنقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها كقولك : مرجع إبن آدم إلى التراب وأما قولهم مرجع العباد إلى الله تعالى فبإعتبار أنهم ينقلبون إلى حال لا يملكون فيها لأنفسهم شيئا كما كان قبل ما ملكوا هم عائد على الموصولين بإعتبار المعنى وهو مبتدأ وقوله تعالى : درجات خبره والمراد هم متفاوتون إطلاقا للملزوم على اللازم أو شبههم بالدرج في تفاوتهم علوا وسفلا على سبيل الإستعارة أو جعلهم نفس الدرجات مبالغة في التفاوت فيكون تشبيها بليغا بحذف الأداة وقيل : إن الكلام على حذف مضاف ولا تشبيه أي هم دوو درجات أي منازل أو أحوال متفاوتة وهذا معنى قول مجاهد والسدي : لهم درجان وذهب بعضهم أن في الآية حينئذ تغليب الدرجات على الدركات إذ الأول للأول والثاني للثاني عند الله أي في علمه وحكمه والظرف متعلق بدرجات على المعنى أو بمحذوف وقع صفة لها والله بصير بما يعملون من الأعمال ودرجاتها فيجازيهم بحسبهاوالبصيركما قال حجة الإسلام وهو الذي يشاهد ويرى حتى لا يعزب عنه ما تحت الثرى وإبصاره أيضا منزه عن أن يكون بحدقة وأجفان ومقدس عن أن يرجع إلى إنطباع الصور والألوان في ذاته كما ينطبع في حدقة الإنسان فإن ذلك من التغيير والتأثر المقتضى للحدثان وإذا نزه عن دلك كان البصر في حقه تعالى عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات وذلك أوضح وأجلى مما نفهمه من إدراك البصر القاصر على ظواهر المرئيات إنتهى ويفهم منه أن البصر صفة زائدة على العلموهو الذي ذهب إليه الجمهور منا ومن المعتزلة والكرامية قالوا : لأنا إذا علمنا شيئا علما جليا ثم أبصرناه نجد فرقا بين الحالتين بالبديهة وإن في الحالة الثانية حالة زائدة هي الإبصار .
وقال الفلاسفة : والكعبي وأبو الحسين البصري والغزالي عند بعض وأدعى أن كلامه هذا مشير إليه أن بصره تعالى عبارة عن علمه تعالى بالمبصرات ومثل هذا الخلاف في السمع والحق أنهما زائدان على صفة العلم وأنهما لا يكيفان ولا يحدان والإقرار بهما واجب كما وصف بهما سبحانه نفسه وإلى ذلك ذهب السلف الصالح وإليه ينشرح الصدر لقد من الله أي أنعم وتفضل وأصل المن القطع وسميت النعمة منة لأنه يقطع بها عن البلية وكذا الإعتداد بالصنيعة منا لأنه قطع لها عن وجوب الشكر عليها والجملة جواب قسم محذوف أي والله لقد من الله على المؤمنين أي من قومه أو من العرب مطلقا أو من الأنسوخير الثلاثة الوسطوإليه ذهبت عائشة رضي الله تعالى عنها : فقد أخرج البيهقى وغيره عنها أنها قالت هذه للعرب خاصةوالأول خير من الثالثوأياما كان فالمراد بهم على ما قال الأجهوري : المؤمنون من هؤلاء في علم الله تعالى أو الذين آل أمرهم إلى الإيمان إذ بعث فيهم أي بينهم رسولا عظيم القدر جليل الشأن من أنفسهم أي من نسبهم أو من جنسهم عربيا مثلهم أو من بني آدم لا ملكا ولا جنيا و إذ ظرفلمنوهو وإن