وعامه الأنصار وفيه إشعار بأنه لم يغش الكل ولا يقدح ذلك في عموم الإنزال للكل والجملة في موضع نصب على أنها صفة لنعاسا وقرأ حمزة والكسائي تغشى الفوقانية على أن الضمير للأمنة والظاهر أن الجملة حينئذ مستأنفة وقعت جوابا لسؤال تقديره ما حكم هذه الأمنة فأجيب بأنها تغشى طائفة وقيل : إنها في موضع الصفة لأمنة وأعترض بأن الصفة حقها أن تتقدم على البدل وعطف البيان وأن لا يفصل بينها وبين الموصوف بالمفعول له وأن المعهود أن يحدث عن البدل دون المبدل منه وطائفة وهم المنافقون .
قد أهتمهم أنفسهم أي جعلتهم ذوي هم وأوقعتهم فيه أو ما يهمهم إلا أنفسهم لا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولا غيره من أهمه بمعنى جعله مهما له ومقصودا والحصر مستفاد من المقام وذكر بعضهم أن العرب تطلق هذا اللفظ على الخائف الذي شغله هم نفسه عن غيره و طائفة مبتدأ وجملة قد أهمتهم إلخ خبره وجاز ذلك مع كونها نكرة لوقوعها بعد واو الحال كما في قوله : سرينا ونجم قد اضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوء كل شارق أو لوقوعها موقع التفصيل كما في قوله : إذا مت كان الناس صنفان شامت وآخر مثن بالذي أنا صانع وجوز أن تكون الجملة نعتا لها والخبر حينئذ محذوف أي ومعكم أو وهناك طائفة وتقدير ومنكم طائفة يقتضي أن يكون المنافقون داخلين في الخطاب بإنزال الأمنة وأياما كان فالجملة إما حالية مبينة لفظاعة الهول مؤكدة لعظم النعمة في الخلاص عنه وإما مستأنفة مسوقة لبيان حال المنافقين فالواو إما حالية وإما إستئنافية وكونها بمعنى إذ ليس بشيء كما نص عليه أبو البقاء يظنون بالله غير الحق في موضع الحال من ضمير أهمتهم لا من طائفة وإن تخصصت لما في مجيء الحال من المبتدأ من المقال وجوز أن تكون صفة بعد صفة لطائفة أو خبرا بعد خبر أو هي الخبر و قد أهمتهم صفة أو مستأنفة مبينة لما قبلها وغير منصوب على المصدرية المؤكدة لأنه مضاف إلى مصدر محذوف وهو بحسب ما يضاف إليه أي غير الظن الحق وهو الذي يحق أن يظن به تعالى وقال بعضهم : إنه مفعول مطلق نوعي وقوله تعالى ظن الجاهلية بدل مما قبله .
وقال إبن الحاجب : غير الحق و ظن مصدران أحدهما للتشبيه والآخر تأكيد لغيره أي يقولون غير الحق ومفعولا يظنون محذوفان أي يظنون أن إخلاف وعده سبحانه حاصل وأبو البقاء يجعل غير الحق مفعولا أولا أي أمرا غير الحق و بالله في موضع المفعول الثاني وإضافة ظن إلى الجاهلية قيل : إما من إضافة الموصوف إلى مصدر صفته ومعناها الإختصاص بالجاهلية كرجل صدق وحاتم الجود فهي على معنى اللام أي ألمختص بالصدق والجود فالياء مصدرية والتاء للتأنيث اللازم له وإما من إضافة المصدر إلى الفاعل على حذف المضاف أي ظن أهل الجاهلية أي الشرك والجهل بالله تعالى وهي إختصاصية حقيقية ايضا .
يقولون هل لنا من الأمر من شيء أي يقول بعضهم لبعض على سبيل الإنكار : هل لنا من النصر والفتح والظفر نصيب أي ليس لنا من ذلك شيء لأن الله سبحانه وتعالى لا ينصر محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم أو يقول