لكان خيرا لهم مما هم عليه منهم المؤمنون كإيمانكم وأكثرهم الفاسقون الخارجون عن حرم الحق لن يضروكم إلا أذى وهو الإنكار عليكم بالقول وإن يقاتلوكم ولم يكتفوا بذلك الإيذاء يولوكم الأدبار ولا ينالون منكم شيئا لقوة بواطنكم وضعفهم ثم لا ينصرون لا ينصرهم أحد أصلا بل يبقون مخذولين لعدم ظهور أنوار الحق عليهم والله تعالى الموفق .
ليسوا سواء أخرج إبن إسحاق والطبراني والبيهقي وغيرهم عن إبن عباس قال : لما أسلم عبدالله بن سلام وثعلبة بن شعبة وأسيد بن شعبة وأسيد بن عبيد ومن أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بممد وتبعه إلا أشرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله تعالى ي ذلك ليسوا سواء إلى قوله سبحانه وتعالى : وأولئك من الصالحين والجملة على ما قاله مولانا شيخ الإسلام تمهيد لتعداد محاسن مؤمني أهل الكتاب وضمير الجمع لأهل الكتاب جميعا لا للفاسقين خاصة وهو أسمليسو سواء خبره وإنما أفرد لكونه في الأصل مصدرا والوقف هنا تام على الصحيح والمراد بنفي المساواة نفي المشاركة في أصل الإتصاف بالقبائح لا نفي المساواة في الإتصاف بمراتبها مع تحقق المشاركة في أصل الإتصاف ومثله كثير في الكلام .
من أهل الكتاب أمة قآئمة إستئناف مبين لكفية عدم التساوي ومزيل لما فيه من الإبهام وقال أبو عبيدة : إنه مع الأول كلام واحد وجعل أمة أسمليسوالخبر سواء فهو على حد أكلوني البراغيث وقيل : أمة مرفوع بسواءوضعف كلا القولين ظاهر ووضع أهل الكتاب موضع الضمير زيادة في تشريفهم والإعتناء بهم والقائمةمن قام اللازم بمعنى أستقام أي أمة مستقيمة على طاعة الله تعالى ثابتة على أمره لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه وحكى عن إبن عباس وغيره وزعم الزجاج أن الكلام على حذف مضاف والتقدير ذو أمة قائمة اي ذو طريقة مستقيمة وفيه أنه عدول عن الظاهر من غير دليل .
والمراد من هذه الأمة من تقدم في سبب النزول و جعل بعضهم أهل الكتاب عاما لليهود والنصارى وعد من الأمة المذكورة نحو النجاشي وأصحابه ممن أسلم من النصارى يتلون آيات الله صفة لأمة بعد وصفها بقائمة وجوز أن تكون حالا من الضمير في قائمة أو من الأمة لأنها قد وصفت أو من الضمير في الجار الواقع خبرا عنها والمراد يقرؤن القرآن آناء الليل أي ساعاته وواحده أنى بوزن عصا وقيل : أنى كمعا وقيل : أنى بفتح فسكون أو كسر فسكون وحكى الأخفش أنوكجرو فالهمزة منقلبة عن ياء أو واو وهو متعلقبيتلونأوبقائمةوم أبو البقاء تعلقه بالثاني بناءا على أنه قد وصف فلا يعمل فيما بعد الصفة وهم يسجدون 311 حال من ضمير يتلون على ما هو الظاهر والمراد وهم يصلون إذ من المعلوم أن لا قراءة في السجود وكذا الركوع بل وقع النهي عنها فيهما كما في الخبر والمراد بصلاتهم هذه التهجد على ما ذهب إليه البعض وعلل بأنه أدخل في المدح وفيه تتيسر لهم التلاوة لأنها في المكتوبة لأنها في المكتوبة وظيفة الإمام وإعتبار حالهم عند الصلاة على الإنفراد يأباه مقام المدح وهو الأنسب بالعدول عن إيرادها بأسم الجنس المتبادر منه الصلوات المكتوبة وبالتعبير عن وقتها بالآناء المبهمة وإنما لم يعبر على هذا بالتهجد دفعا لإحتمال المعنى