إما مقدر أو جملة لتؤمنن مع القسم المقدر والكلام في مثله شهير وأورد عليه أن الضمير في به إن عاد على المبتدأ على ما هو الظاهر كان الميثاق هو إيمانهم بما آتاهم والمقصود من الآية أخذ الميثاق بالايمان بالرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وإن عاد على الرسول كالضمير الثاني المنصوب العائد عليه مطلقا رفعا للزوم التفكيك خلت الجملة التي هي خبر عن العائد وأجيب بأن الجملة المعطوفة لما كانت مشتملة على ما هو بمعنى المبتدأ الموصول ولذلك استغنى عن ضميره فيها مع لزومه في الصلتين المتعاطفتين في المشهور وكان ضمير به راجعا للرسول مع ملاحظة مصدق لما معكم القائم مقام الضميرالعائد على ما اكتفى بمجرد ذلك عن ضمير في خبرها لارتباط الكلام بعضه ببعض وإلى ذلك يشير كلام الامام السهيلي في الروض الأنف ولا يخفى أنه مع ما فيه من التكليف مبني على اتحاد ما أوتوه وما هو معهم وفي ذلك إشكال لأن آتيناكم وجاءكم م إن كان كلاهما مستقبلين فالظاهر أن المراد بما آتيناكم القرآن لأنه الذي يؤتوه في المستقبل باعتبار إيتائه للرسول الذي كلفوا باتباعه وبما معهم الكتب التي أوتوها وحمله على القرآن يأباه الذوق لانه مع كونه ليس معهم بحسبالظاهر لا يظهر حسن لكون القرآن مصدقا للقرآن وهو لازم على ذلك التقدير وإن كانا ماضيين ظهر الفساد من جهة أن هذا الرسول الذي اوجب الله تعالى عليهم الايمان به ونصرته لم يجئ إذ ذاك وإن كان الفعل الاول ماضيا والثاني مستقبلا جاء عدم التناسب بين المعطوفين وهما ما ضيان لفظا وفيه نوع بعد ولعل المجيب يختار هذا الشق ويتحمل هذا البعد لما أن ثم مع كونه لا يعبأ بمثله لضعفه تهون أمره وجوز أبو البقاء على ذلك التقدير كون الخبر من كتاب أي الذي آتيتكموه من الكتاب وجعل النكرة هنا كالمعرفة وسوغ كون العائد على الموصول من المعطوف محذوفا أي جاءكم به مع عدم تحقق شروط حذف مثل هذا الضمير عند الجمهور بل مع خلل في المعنى لان المؤتي كتاب كل نبي في زمان بعثته وشريعته والجائي به الرسول هو القرآن بحسب الظاهر لا كتاب كل نبي وعود الضمير المقدر يستدعي ذلك وعلى تقدير التزام كون المؤتى القرآن أيضا كما يقتضيه حمل الفعلين على الاستقبال يرد أنه لا معنى امجئ الرسول اليهم بالقرآن بعد إيتائهم القرآن بمهلة والعطف بثم كالنص بهذا المعنى وعلى تقدير التزام كون الجائي به الرسول هو كتاب كل نبي بنوع من التكلف يكون وصف الرسول بكونه مصدقا لما معكم كالمستغنى عنه فتدبر .
وقرأ حمزة لما آتيتكم بكسر اللام على أن ما مصدرية واللام جارة أجلية متعلقة بلتؤمنن أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب ثم مجئ رسول مصدق له أخذ الله الميثاق لتؤمنن به ولتنصرنه واعترض بأن فيه إعمال ما بعد لام القسم فيما قبلها وهو لا يجوز وأجيب بانه غير مجمع عليه فان ظاهر كلام الزمخشري يشعر بجوازه ولعل من يمنعه يخصه بما إذا لم يكن المعمول المتقدم ظرفا لان ذاك يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره نعم الأولى حسما للنزاع تعلقه بأقسم المحذوف وجوز ان تكون ما في هذه القراءة موصولة أيضا والجار متعلق بأخذ وروى عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ لما آتيتكم بالتشديد وفيها احتمالان : الأول أن تكون ظرفية بمعنى حين كما قاله الجمهور م خلافا لسيبويه وجوابها مقدر من جنس جواب القسم كما ذهب الزمخشري م أي لما آتيتكم بعض الكتاب والحكمة ثم جاءكم رسول مصدق وجب عليكم الإيمان به ونصرته وقدره ابن عطية من جنس ما قبلها م أي لما كنتم بهذه الحال رؤساء الناس وأماثلهم أخذ عليكم الميثاق وكذا وقع في تفسير الزجاج و مآل معناها التعليل الثاني ان اصلها من ما فأبدلت