حقه قال الشاعر : تطيلين لياني وأنت ملية واحسن ياذات الوشاح التقاضيا وفي الخبر لي الواجد ظلم فالمعنى يفتلون السنتهم في القراءة بالتحريف في الحركات ونحوها تغييرا بتغير به المعنى ويرجع هذا في الآخرة إلى ما قاله مجاهد وقريب منه ما قيل : إن المراد يميلون الالسنة بمشابه الكتاب و الألسنة جمع لسان وذكر ابن الشحنة أنه يذكر ويونث ونقل عن ابي عمرو بن العلاء أن من أنثه جمعه على ألسن ومن ذكره جمعه على السنة وعن الفراء أنه قال : اللسان بعينه لم أسمعه من العرب إلا مذكرا ولا يخفى ان المثبت مقدم على النافي والباء صلة أو للآلة أو للظرفية أو للملابسة والجار والمجرور حال من الألسنة اي ملتبسة بالكتاب وقرأ اهل المدينة يلوون بالتشديد فهو على حد لووا رءوسهم وعن مجاهد وابن كثير م يلون على قلب الواو المضمومة همزةة ثم تخفيفها بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها كذا قيل واعترض عليه بأنه لو نقلت ضمة الواو لما قبلها فحذفت لا لتقاء الساكنين كفى في التوجيه فأي حاجة إلى قلب الواو همزة ورد بأنه فعل ذلك ليكون على القاعدة التصريفية بخلاف نقل حركة الواو ثم حذفها على ما عرف في التصريف ونظر فيه بعض المحققين بأن الواو المضمومة إنما تبدل همز ة إذا كانت ضمتها اصلية فهو مخالف للقياس ايضا .
نعم قرئ يلؤون بالهمزة في الشواذ وهو يؤيده وعلى كل ففيه لجتماع إعلالين ومثله كثير وأما جعله من الولي بمعنى القرب أي يقربون السنتهم بميلها إلى المحرف فبعيد من الصحيح قريب إلى المحرف .
لتحسبوه من الكتب أي لتظنوا أيها المسلمون أن المحرف المدلول عليه باللي أو المشابه من كتاب الله تعالى المنزل على بعض انبيائه عليهم الصلاة السلام وقرئ ليحسبوه بالياء والضمير أيضا للمسلمين .
وما هو من الكتب ولكنه من قبل أنفسهم ويقولون هو من عند الله أي ويزعمون صريحا غير مكتفين بالتورية والتعريض أن المحرف او المشابه نازل من عند الله وما هو من عند الله ي وليس هو نازلا من عند الله تعالى و الواو للحال والجملة حال من ضمير المبتدأ في الخبر وفي جملة ويقولون الخ تاكيد للنفي الذي قبلها وليس الغرض التأكيد فقط وإلا لما توجه العطف بل التشنيع أيضا بأنهم لم يكتفوا بذلك التعريض حتى ارتكبوا هذا التصريح وبهذا حصلت المغايرة المقتضية للعطف والاظهار في موضع الاضمار لتهويل ماقدموا عليه واستدل الجبائي والكعبي بالآية على أن فعل العبد ليس بخلق الله تعالى وإلا صدق اولئك المحرفون بقولهم هو من عند الله تعالى لكن الله ورد بأن القوم ما ادعوا أن التحريف من عند الله ويخلقه وإنما ادعوا أن المحرف منزل من عند الله أو حكم من أحكامه فتوجه تكذيب الله تعالى إياهم إلى هذا الدي زعموا .
والحاصل أن المقصود بالنفي كما اشرنا اليه نزوله من عنده سبحانه وهو أخص من كونه من فعله وخلقه ونفي الخاص لا يستلزم نفي العام فلا يدل على مذهب المعتزلة القائلين بان أفعال العباد مخلوقة لهم لا لله تعالى : ويقولون على الله الكذب اي في نسنتهم ذلك إلى الله تعالى تعريضا وتصريحا وهم يعلمون .
87 .
- أنهم كاذبون عليه سبحانه وهو تسجيل عليهم بأن ما افتروه عن عمد لا خطأ وقيل : يعلمون ما عليهم في ذلك من العقارب روى الضحاك عن ابن عباس أن الآية نزلت في اليهود والنصارى جميعا وذلك أنهم حرفوا التوراة والانجيل وألحقوا بكتاب الله تعالى ما ليس منه وروى غير واحد أنها في طائفة من اليهود وهم كعب بن الاشرف