فلا يستسهل تخريج القراءة المتفق عليها عليه نعم لا بأس بتخريج الشواذ كقراءة أينما تكونوا يدرككم الموت يرفع يدرك عليه واجيب بأنا لا نسلم الشذوذ وقد ذكر أبو حيان أن الرفع مسموع كثيرا فى لسان العرب حتى ادعى بعض المغاربة انه احسن من الجزم وبيت زهير مثله قول أبى صخر : ولا بالذى إن بان منه حبيبه يقول ويخفى الصبر إنى لجازع وقوله الآخر : إن يسالونك الخير يعطوه وإن خبروا فى الجهد ادرك منهم طيب إخبار برفع أدرك وهو مضارع وقع جواب الشرط وقوله : وإن بعدوا لا يأمنون اقترابه تشوف أهل الغائب المتنظر إلى غير ذلك وفى البحر : إن ضعف تخريج الرفع على ذلك ليس بذلك لما علمت ولكن يمتنع أن يكون ما فى الآية جزاءا لما ذكر سيبويه أن النية فى المرفوع التقديم ويكون إذ ذاك دليلا على الجواب لا نفس الجواب وحينئذ يؤدى إلى تقديم المضمر على ظاهره فى غير الابواب المستثناة لان ضمير وبينه م عائد على اسم الشرط وهو ما فيصير التقدير تود كل نفس لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ما عملت من سوء وذلك لا يجوز ورده السفاقسي بانا لو تنزلنا على مذهب سيبويه لا يلزم محذور ايضا لان الجملة لاشتمال لها على ضمير الشرط يلزم تأخيرها وإن كانت متقدمة فى النية ألا ترى ان الفاعل إذا اشتمل على ضمير يعود على المفعول يمتنع تقديمه عليه عند الاكثر وإن كان متقدما عليه فى النية وقرأ عبدالله ودت م وعليها يرتفع الارتفاع بالاجماع وتصح الشرطية إلا أن العلامة الثانى قال : إن فى الصحة كلاما لان الجملة على تقدير الموصولية حال او عطف على تجد والشرطية لا تقع حالا ولا مضافا اليها الظرف فلم يبق إلا عطفها على اذكر وهو بتقدير صحته يخل بالمعنى وهو كون هذه الحالة والودادة فى ذلك اليوم ولا محيص سوى جعلها حالا بتقدير مبتدأ أى وهى ما عملت من سوء ودت ولا يخفى ما فيه فانهم اعربوا ان الوصلية مع جملتها الحالية ولم ينص النحاة على منع الاضافة اليها وقال غير واحد من الأئمة : إن الموصولية أوفق بقراءة العامة وأجرى على سنن الاستقامة لانه كلام كحكاية الحال الكائنة فى ذلك اليوم فيجب أن يحمل على ما يفيد الوقوع ولا كذلك الشرطية على انها تفيد الاستقبال ولا عمل سوء فى استقبال ذلك اليوم وهذا لا ينفى الصحة لأنها وإن لم تدل على الوقوع لا تنافيه وحديث الاستقبال تقدير وما كان عملت كما فى نظائر له فتدبر وافهم فعلك لا يقطعك عن اختيار الموصولية شئ ويحذركم الله نفسه قيل : ذكره أولا للمنع عن موالاة الكفار وهنا حثا على عمل الخير والمنع من عمل السوء مطلقا وجوز أن يكون كعطوفا على تود أى تهاب من ذلك اليوم ومن العمل السئ ويحذركم الله نفسه بإظهار قهاريته وهو مما لا يكاد ينبغى ان يخرج الكتاب العزيز عليه وأهون منه عطفه على تجد والظرف معمول لا ذكروا أى اذكروا ذلك اليوم واذكروا يوم يحذركم الله نفسه بإظهار كبريائه وقهاريته وقد يقال : إنه تكرار لما سبق وإعادة له لكن لا للتأكيد فقط بل لا فادة ما يفيده وقوله تعالى : والله رؤف بالعبار من أن تحذيره تعالى نفسه من رحمته الواسعة للعباد إذا عرفوه وحذروه جرهم ذلك إلى طلب رضاه واجتناب سخطه وذلك هو الفوز العظيم أو من أن تحذيره سبحانه ليس مبنيا على تناسى صفة الرحمة بل هو متحقق مع تحققها أيضا