وقيل : علماء مؤمنى الكتاب وقيل : جميع علماء المؤمنين الذين عرفوا وحدانيته تعالى بالدلائل القاطعة والحجج الباهرة وقدم الملائكة لان فيهم من هو واسطة لافادة العلم لذويه وقيل : لأن علمهم كله ضرورى بخلاف البشر فإن علمهم ضرورى واكتسابى ثم إن ارتفاع هذين المرفوعين على ماشذ من القراءة على الابتدائية والخبر محذوف لدلالة الكلام عليه أى والملائكة وأولوا العلم شهداء بذلك وقيل : بالعطف على الضضمير فى شهداء وصح ذلك للفصل واعترض بأن ذلك على قراة النصب على الحالية يؤدي إلى تقييد حال المذكورين بشهادة الملائكة واولوا العلم وليس فيه كثير فائدة كما لا يخفى .
وقوله تعالى : قتئما بالقسط بيان لكماله تعالى فى أفعاله إثر بيان كماله فى ذاته و القسط العدل والباء للتعدية أى مقيما بالعدل وفى انتصاب قائما وجوه : الأول أن يكون حالا لازمة من فاعل شهد ويجوز إفراد المعطوف عليه بالحال دون المعطوف إذا قامت قرينة تعينه معنوية أو لفظية ومنه ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وأخرت الحال عن المعطوفين للدلالة على علو مرتبتها وقرب منزلتهما والمسارعة إلى إقامة شهود التوحيد اعتناءا بشأنه ولعله السر فى تقديمه على المعطوفين مع الايذان بأصالته تعالى فى الشهادة به والثانى أن يكون منصوبا على المدح وهو وإن كان معروفا فى المعرفة لكنه ثابت فى غيرها أيضا والثالث أن يكون وصفا لاسم لا المبنى واستبعد بأنهم إنما يتسعون بالفصل بين الموصوف والصفة بفاصل ليس أجنبيا من كل وجه والمعطوف على فاعل شهد أجنبى مما هو فى صلة أن لفظا ومعنى وبأنه متلبس بالحال فينبغى على هذا أن يرفع حملا على محل اسم لا رفعا للالتباس .
والرابع أن يكون مفعول العلم أى وأولوا المعرفة قائما بالقسط ولا يخفى بعده الخامس ولعله الأوجه أن يكون حالا من الضمير والعامل فيها معنى الجملة أى تفرد أو أحقه لأنها حال مؤكدة ولا يضر تخلل المعطوفين هنا بخلافه فى الصفة لأن الحال المؤكدة فى هذا القسم جارية مجرى جملة مفسرة نوع تفسير فناسب أن يقدم المعطوفان لأن المشهود به واحد فهو نوع من تأكيدة تمم بالحال المفسرة وعلى تقدير الحالية من الفاعل والمفعولية للعلم لا يندرج فى المشهود به وعلى تقدير النصب على المدح يحتمل الاندراج وعدمه وعلى التقدريرين الأخيرين يندرج لا محالة .
وقرأ عبدالله القائم بالقسط على أنه خبر لمبتدأ محذوف وكونه بدلا من هو لا يخلو عن شئ وقرأ ابو حنيفة : قيما بالقسط لا إله إلا هو تكرير للمشهود به للتأكيد وفيه إشارة إلى مزيد الاعتناء بمعرفة أدلته لأن تثبيت المدعى إنما يكون بالدليل والاعتناء به يقتضى الاعتناء بأدلته ولينبنى عليه قوله تعالى : العزيز الحكيم .
81 .
- فيعلم أنه المنعوت بهما وقيل : لا تكرار لأن الأول شهادة الله تعالى وحده والثانى شهادة الملائكة وأولى العلم وهو ظاهر عند من يرفع الملائكة بفعل مضمر ووجه الترتيب تقدم العلم بقدرته التى يفهمها العزيز على العلم بحكمته تعالى التى يؤذن بها الحكيم وجعل بعضهم العزير ناظرا إلى قوله سبحانه : لا إله إلا هو و الحكيم ناظرا إلى قوله تعالى : قائما بالقسط ورفعها على الخبرية لمبتدأ محذوف أو البدلية من هو أو الوصفية له بناءا على ما ذهب إليه السكاكى من جواز وصف الغائب وجعلها نعتا لفاعب شهد بعيد وقد روى فى فضل الآية أخبار .
أخرج الديلمى عن أبى أيوب الأنصارى مرفوعا لما نزلت الحمد لله رب العالمين وآية الكرسى وشهد الله