تضل إحداهما فالقول محتمل كليهما فهي للاظهار مفتقره ولو أتى بضمير كان مقتضيا تعيين واحدة للحكم معتبره ومن رددتم عليه الحل فهو كما أشرتم ليس مرضيا لمن سبره هذا الذي سمح الذهن الكليل به والله أعلم في الفحوى بما ذكره وقرئ أن تضل بالبناء للمفعول والتأنيث وقرئ فتذاكر وقرأ ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو والحسن فتذكر بسكون الذال وكسر الكاف وحمزة أن تضل على الشرط فتذكر بالرفع وعلى ذلك فالفعل مجزوم والفتح لإلتقاء الساكنين والفاء في الجزاء قيل : لتقدير المبتدأ وهو ضمير القصة أو الشهادة وقيل : لا تقدير لان الجزاء إذا كان مضارعا مثبتا يجوز فيه الفاء وتركه وقيل : الأوجه أن يقدر المبتدأ ضمير الذاكرة و إحداهما بدل عنه أو عن الضمير في تذكر وقال بعض المحققين : الأوجه من هذا كله تقدير ضمير التثنية أي فهما تذكر إحداهما الأخرى وعليه كلام كثير من المعربين والقائلون عن ذلك تفرقوا أيدي سبا لما رأوا تنظير الزمخشري قراءة الرفع بقوله تعالى : ومن عاد فينتقم الله منه ولم يتفطنوا بأن ذلك إنما هو من جهة تقدير ضمير بعد الفاء بحسب ما يقتضيه المقام لا من جهة خصوص الضمير إفرادا وتثنية والله تعالى الملهم للرشاد فتدبر ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا لإداء الشهادة أو لتحملها وهو المروي عن ابن عباس والحسن رضي الله تعالى عنهم وخص ذلك مجاهد وابن جبير بالأول وهو الظاهر لعدم إحتياجه إلىإرتكاب المجاز إلا أن المروي عن الربيع أن الآية نزلت حين كان الرجل يطوف في القوم الكثير فيدعوهم إلى الشهادة فلا يتبعه أحد منهم فان ظاهره يستدعي القول بمجاز المشارفة و ما صلة وهى قاعدة مطردة بعد إذا ولا تسئموا أي تملوا أو تضجروا ومنه قول زهير : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم أن تكتبوه أي الدين أو الحق أو الكتاب المشعر به الفعل والمنسبك مفعول به لتسأموا ويتعدى بنفسه وقيل يتعدى بحرف الجر وحذف للعلم به وقيل : المراد من السأم الكسل إلا أنه كني به عنه لأنه وقع في القرآن صفة للمنافقين كقوله تعالى : وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ولذا وقع في الحديث لا يقول المؤمن كسلت وإنما يقول ثقلت وقرئ ولا يسأموا أن يكتبوه بالياء فيهما صغيرا أو كبيرا حالان من الضمير أي على كل حال قليلا أو كثيرا مجملا أو مفصلا وقيل : منصوبان على أنهما خبرا كان المضمرة وقدم الصغير على الكبير إهتماما به وانتقالا من الأذى إلى الأعلى إلى أجله حال من الهاء في تكتبوه أي مستقرا في ذمة المدين إلى وقت حلوله الذي أقربه وليس متعلقا بتكتبوه لعدم إستمرار الكتابة إلى الأجل إذ هى مما ينقضى في زمن يسير ذلكم أي الكتب وهو ألأقرب أو ألأشهاد وهو إلابعد أو جميع ما ذكر وهو الأحسن والخطاب للمؤمنين أقسط أي أعدل عند الله أي في حكمه سبحانه وأقوم للشهدة أثبت لها وأعون على إقامتها وأدائها وهما مبينان من أقسط وأقام على رأى سيبويه فإنه يجيز بناء أفعل من الأفعال من غير شذوذ وقيل من قاسط بمعنى ذى قسط وقويم وقال أبو حيان : قسط يكون