ما هو مكروه كأنه مطلوب لأجله من حيث كونه مفضيا إليه و إحداهما الثانية يجوز أن تكون فاعل تذكر وليس من وضع المظهر موضع المضمر إذ ليست المذكرة هي الناسية ويجوز أن تكون مفعولا لتذكر والأخرى فاعل وليس من قبيل ضرب موسى عيسى : كما وهم حتى يتعين الأول بل من قبيل أرضعت الصغرى الكبرى لأن سبق إحداهما نسبة الضلال رافع للضلال والسبب في تقديم المفعول على الفاعل التنبيه على الإهتمام بتذكير الضال ةلهذا كما قيل عدل عن الضمير إلى الظاهر لأن التقديم حينئذ لا ينبه على الإهتمام كما ينبه عليه المفعول الظاهر الذي لو آخر لم يلزم شيء سوى وضعه موضعه الأصلي وذكر غير واحدا أن العدول عن فتذكرها الأخرى وهي قراءة ابن مسعود كما رواه الأعمشى إلى ما في النظم الكريم لتأكيد الإبهام والمبالغة في الإحتزاز عن توهم إختصاص الضلال بإحدهما بعينها والتذكير بالأخرى وأبعد الحسين بن علي المغربى في هذا المقام فجعل ضمير إحدهما الأولى راجعا إلى الشهادتين وضمير إحداهما الأخرى إلى المرأتين فالمعنى أن تضل إحدى الشهادتين أي تضيع بالنسيان فتذكر إحدى المرأتين الاخرى منهما وأيده الطبرسى بأنه لا يسمى ناسي الشهادة ضالا وإنما يقال : ضلت الشهادة إذا ضاعت كما قال سبحانه : ضلوا عنا أي ضاعوا منا وعليه يكون الكلام عاريا عن شائبة توهم الإضمار في مقام الإظهار رأسا وليس بشئ إذ لا يكون لإحداهما أخرى في الكلام مع حصول التفكيك وعدم الإنتظام وما ذكر في التأييد ينبيء عن قلة الإطلاع على اللغة .
ففي نهاية ابن الأثير وغيرها إطلاق الضال على الناسي وقد روي ذلك في الآية عن سعيد بن جبير والضحاك والربيع والسدي وغيرهم ويقرب هذا في الغرابة مما قيل : إنه من بدع التفسير وهو ما حكي عن ابن عيينة أن معنى فتذكر الخ فتجعل إحداهما الأخرى ذكرا يعنى أنهما إذا إجتمعتا مانتا بمنزلة الذكر فإن فيه قصورا من جهة المعنى ةاللفظ لأن التذكير في مقابلة النسيان معنى مكشوف وغرض بين ورعاية العدد لأن النسوة محل النسيان كذلك ولأن جعلها ذكرا مجاز عن إقامتها مقام الذكر ثم تجوز ثانيا لأنهما القائمتان مقامه فلم تجعل إحداهما الأخرى قائمة مقامة وبعد التجوز ليس على ظاهره لأن الإحتياج إلى إقتران ذكر البتة معهما وقوله سبحانه : فإن لم يكونا رجلين ينبئان عن قصورهما عن ذلك أيضا وإلتزام توجيه مثل ذلك وعرضه في سوق القبول لا يعد فضلا بل هو عند أرباب الذوق عين الفضول ولقد رأيت في طراز المجالس أن الخفاجي سأل قاضي القضاة شهاب الدين الغزنوي عن سر تكرار إحدى معرضا بما ذكره المغربي فقال : يا رأس أهل العلوم السادة البرره ومن نداه على كل الورى نشره ماسر تكرار إحدى دون تذكرها في آية لذوى الإشهاد في البقرة وظاهر الحال إيجاز الضمير على تكرار إحداهما لو أنه ذكره وحمل الإحدى على نفس الشهادة في أولاهما ليس مرضيا لدى المهره فغض بفكوك لإستخراج جوهره من بحر علمك ثم ابعث لنا درره فأجاب القاضي يا من فوائده بالعلم منتشره ومن فضائله في الكون مشتهره يا من تفرد في كشف العلوم لقد وافى سؤلك والإسرار مستترة