أن مثله شاذ أو ضرورة فلا ينبغي أن يخرج عليه القراءة المتواترة وقرأ ابن مسعود والأعمش وطلحة وزيد ابن علي بالياء والتاء مضمومة وعن الأعمش أيضا وأبان عن عاصم فتح التاء الفوقية وتخريجها كتخريج عاليهم بالسكون والنصب وقرأ ابن سيرين ومجاهد في رواية وقتادة وأبو حيوة وابن أبي عبلة والزعفراني وأبان أيضا عليهم جارا ومجرورا فهو خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر وقرأت عائشة علتهم بتاءالتأنيث فعلا ماضيا فثياب فاعل وقرأابن أبي عبلة وأبو حيوة ثياب سندس بتنوين ثياب ورفع سندس على أنه وصف لها وهذا كما نقول ثوب حرير تريد من هذاالجنس وقرأالعربيان ونافع في رواية واستبرق بالجر عطفا على سندس وقرأابن كثير وأبو بكر بجر خضر صفة لسندس وهو في معنى الجمع وقد صرحوا بأن وصف اسم الجنس الذي يفرق بينه وبين واحده بتاء التأنيث بالجمع جائز فصيح وعليه ينشيء السحاب والنخل باسقات وقد جاء سندسة في الواحدة كما قاله غير واحد وجوز كونه صفة لثياب وجره للجواز وفيه توافق القراءتين معنى إلا أنه قليل وقرأ الأعمش وطلحة والحسن وأبو عمرو بخلاف عنهما وحمزة والكسائي خضر واستبرق بجرهما وقرأ ابن محيصن واستبرق بوصل الألف وفتح القاف كما في عامة كتب القراآت ويفهم من الكشاف أنه قرأ بالقطع والفتح وإن غيره قرأ بما تقدم وهو خلاف المعروف وخرج الفتح على المنع من التصرف للعلمية والعجمية وغلط بأنه نكرة يدخله حرف التعريف فيقال الأستبرق وقيل إن ذاك كذا والوصل مبني على أنه عربي مسمى باستفعل من البريق يقال برق واستبرق كعجب واستعجب فهو في الأصل فعل ماض ثم جعل علما لهذاالنوع من الثياب فمنع من الصرف للعلمية ووزن الفعل دون العجمة وتعقبب أن كونه معربا مما لا ينبغي أن ينكر وقيل هو مبني من قول من جملة فعل وضمير مستتر وحاله لا يخفى واختار أبو حيان أن استبرق على قراءة ابن محيصن فعل ماض من البريق كما سمعت وأنه باق على ذلك لم ينقل ولم يجعل علما للنوع المعروف من الثياب وفيه ضمير عائد على السندس أو علىالأخضر الدال عليه خضر كأنه لما وصف بالخضرة وهي مما يكون فيها لشدتها دهمة وغيش أخبر أن في ذلك اللون بريقا وحسنا يزيل ولمع لمعانا شديدا ثم قال معرضا بمن غلظه كأبي حاتم والزمخشري وهذاالتخريج أولى من تلحين قاريء جليل مشهور بمعرفة العربية وتوهيم ضابط ثقة قد أخذ عن أكابرالعلماءانتهى وقيل الجملة عليه معترضة أو حال بتقدير قد أو بدونه وحلوا أساور جمع سوار وهو معروف وذكر الراغب أنه معرب دستواره من فضة هي فضة لائقة بتلك الدار والظاهر هذا عطف على يطوف عليهم واختلافهما بالمضى والمضارعة لأن الحالية مقدمةعلى الطواف المتجدد ولا ينافي ما هنا قوله تعالى أساور من ذهب لا مكان الجمع بتعدد الأساور لكل والمعاقبة بلبس الذهب تاره والفضة تارة أخرى والتبعيض بأن يكون أساور بعض ذهب او بعض فضة لاختلا الأعمال وقيل هو حال من ضمير عاليهم بإضمار قد أو بدونه فإن كان الضمير للطائفين على أن يكون عاليهم حالا من حسبتهم جاز أن يقال الفضة للخدم والذهب للمخدومين وجوز أن يكون المراد بالأساور الأنوارالفائضة على أهل الجنة المتفاوتة لتفاوت الأعمال تفاوت الذهب والفضة والتعبير عنها بأساور الأيدي لأنه جزاء ما عملته أيديهم ولا يخفى أن هذا مما لا يليق بالتفسير وحري أن يكون من باب الأشارة ثم التحلية إن كانت للولد ان فإن كلام ويكونون على القول الثاني في مخلدون مسورين مقرطين وهو من الحسن بمكان وإن كانت لأهل الجنة المخدومين فقد استشكل بأنهالا تليق بالرجال وإنما تليق بالنساء والولدان وأجيب بأن ذلك مما يختلف بأختلاف العادات والطبائع ونشأة الآخرة غير هذه النشأة ومن المشاهد في الدنيا أن بعض ملوكها يتحلون بأعضادهم وعلى تيجانهم وعلى صدورهم ببعض أنواع الحلي مما هو