محتجين بما روي عن الإمام الرباني سيدي وسندي عبدالقادر الكيلانى قدس سره أنه قال : يامعاشر الأنبياء الفرق بيننا وبينكم بالألقاب وأوتينا ما لم تؤتوه وببعض عبارات للشيخ الأكبر قدس سره ينطق بذلك وأنت تعلم أن إلتزام ذلك والقول به خرق لإجماع المسلمين ومصادم للأدلة القطعية على أفضلية الأنبياء على سائر الخلق أجمعين ويوشك أن يكون القول به كفرا بل قد قيل به وما روي عن الشيخ عبدالقادر قدس سره فمما لم يثبت نقله عنه في كتاب يعول عليه وما يعزى إلى الشيخ الأكبر قدس شره فتعارضه عبارات له أخر مثل قوله قدس سره وهو الذي تعلم ترجمته لنفسه وعده إياها من أكبر الصديقين بل خاتم الولاية الخاصة والمقام المحمدي فتح لي قدر خرم إبرة من مقام النبوة تجليا لا دخولا فكدت أحترق وبتقدير تسليم ما نقل عمن نقل والقول بعدم قوة المعارض لنا أن نقول : إن ذلك القول صدر عن القائل عند فنائه في الحقيقة المحمدية والذات الأحمدية فاللسان حينئذ لسانها والقول قولها ولم يصدر ذلك منه حين رؤية نفسه والوقوف عند رتبته وهذا غير ما ذهب إليه الشيعة وبعيد عنه بمراحل ولعل النوبة تفضي إلى تحقيقه بأتم من هذا إن شاء الله تعالى فخزائن الفكر ولله الحمد مملوءة ولكل مقام مقال هذا وذكر الزمخشري أن المراد بالطمأنينة هنا العلم الذي لا مجال للتشكيك فيه وهو علم الضرورة المخالف لعلم الإستدلال حيث يجوز معه ذلك وإعترض بأن العلم الموقوف على سبب لا يتصور فيه تشكيك ما دام سببه مذكورا في نفس العالم وإنما الذي قيل التشكيك قبولا مطلقا هو الإعتقاد وإن كان صحيحا وسببه باق في الذكر وبهذا ينحط الإعتقاد الصحيح عن العلم وأجيب بأن هذا مبني على تفسير العلم بأنه صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض بوجه على ما ذكره ابن الحاجب في مختصره وقد قيل عليه ما قيل فتدبر واللام في ليطمئن لام كي والفعل منصوب بعدها بإضمار أن وليس بمبني كما زلق السمين ومتعلق اللام محذوف كما أشرنا حذف ما منه الإستدراك وقيل المتعلق أرني ولا أراه شيئا والماضى للفعل إطمأن على وزن إقشعر وإختلف هل هو مقلوب أم لا فمذهب سيبويه أنه مقلوب من إطأمن فالطاء فاء الكلمة والهمزة عينها والميم لامها فقدمت اللام التي هي الميم على العين وهي الهمزة فوزنه إفلعل ومذهب الجرمي أنه غير مقلوب وكأنه يقول : إطأمن وإطمأن مادتان مستقلتان ومصدره الطمأنينة بسكون الميم وفتح الهمزة وقيل : طمأنينه بتخفيف الهمزة وهو قياس مطرد عند الكوفيين وهو على غير قياس المصادر عند الجميع إذ قياس إطمأن أن يكون مصدره على الإطمئنان وقرئ أرنى بسكون الراء قال أي الرب فخذ الفاء لجواب شرط محذوف أي إن أردت ذلك فخذ .
أربعة من الطير المشهور أنه إسم جمع كركب وسفر وقيل : بل هو جمع طائر كتاجر وتجر وإليه ذهب أبو الحسن وقيل : بل هو مخفف من طير بالتشديد وقال أبو البقاء : هو في الأصل مصدر طار يطير ثم سمي به هذا الجنس وألحقت التاء في عدده لإعتباره مذكرا وأسم الجنس لما لا يعقل يذكر ويؤنث والجار متعق بمحذوف وقع صفة لما قبله أو متعلق بخذ والمروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها الغرنوق والطاوس والديك والحمامة وعن مجاهد بدل الغرنوق الغراب وفي رواية بدل الحمامة بطة وفي رواية نسر وتخصيص الطير بذلك لأنه أقرب إلى الإنسان بإعتبار طلبه المعاش والمسكن ولذلك وقع في الحديث لو توكلتم على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ولأنه أجمع لخواص الحيوان ولسهولة تأتي ما يفعل به من التجزئة والتفرقة ولما فيه من مزيد أجزاء من الريش ففي إحيائها مزيد ظهور القدرة