لأنها الموافقة لما في نفس الأمر والممكنات والشئون الداخلة في دائرتها غير منقطعة عنها والله سميع يسمع قول كل ذى دين عليم نبيته الله ولى الذين آمنوا وليس ولى سواه ولا ناصر ولا معين لهم غيره يخرجهم من ظلمات النفس وشبه الخيال والوهم إلى نور اليقين والهداية وفضاء عالم الارواح والذين كفروا بالميل إلى الاغيار أولياؤهم الطاغوت الذي حال بينهم وبين الله تعالى فلم يلتفتوا اليه يخرجونهم من نور الاستعداد والهداية الفطرية إلى ظلمات صفات النفس والشكوك والشبهات أولئك المبعدون عن الحضرة أصحاب النار الطبيعية هم فيها خالدون ألم تر الذي حاج إبراهيم في ربه وهو نمروذ النفس الأمارة الجادلة لإبراهيم الروح القدسية التى ألقيت في نار الطبيعة فعادت عليها بردا وسلاما أو نمروذ الجبار وإبراهيم الخليل عليه السلام أن آتله الله الملك الذي هو عالم القوى البدنية وملك هذه الدنيا الدنية إذ قال إبراهيم الروح أو إبراهيم الخليل ربى أنى من غذيت ببيان أنواره أو ايجاده وهدايته الذي يحيى من توجه اليه ويميت من اعرض عنه أو يحيى ويميت الإحياء والإماتة المعهودتين قال نمروذ النفس الامارة أو الجبار أنا أحي بعض القوى بصرفها في ميادين اللذات واستنشاق ريح الشهوات وأميت لعضها بتعطيلة عن ذلك برهة أو أحى بالعفو وأميت بالقتل قال إبراهيم الروح أو الخليل إن الله يأتى بشمس العرفان من مشرقها وهو جانب المبدأ الفياض فأت بها من المغرب آى أظهرها بعد غروبها وحيلولة أرض الوجود بينك وبينها أو أن الله يأتى بشمس الروح من مشرقها وهو مبدأها الاصلى فتشرق أنوارها على صفحات البدن فأت بها بعد ما غربت أي فأرجعها إلى من قتلته وأمته وعلى هذا يكون من تتمة الأول فبهت وغلب الذي كفر وهو النفس الامارة المدعية للربوبية على عرش البدن أو نمروذ اللعين أو كالذى مر وهو العقل الانسانى على قرية القلب الذي هو البيت المقدس أو هو عزير النبي وكان قدم على بيت المقدس قبل التجلى باسمه تعالى المحي وهى خاوية خالية من التجليات النافعة ثابتة على عروشها صورها أو ساقطة منهدمة لضعف أس الاستعداد على عروش العزائم قال لذهوله عن النظر إلى الحقائق أنى متى أو كيف يحيى هذه القرية الله الجامع لصفات الجمال والجلال بعد موتها بداء الجهل والالتفات إلى السوى فأماته الله أبقاه جاهلا مئة عام أي مدة طويلة وقيل : هى عبارة في الأصل عن ثمانية أعوام وأربعة أشهر أو خمسة وعشرين سنة ثم بعثه بالحياة الحقيقية وطلب منه الوقوف على مدة اللبث فما ظنها : إلا يوما أو بعض يوم استصغارا لمدة اللبث في موت الجهل المنقضية بالنسبة إلى الحياة الأبدية أو أماته بالموت الإرادى في إحدى المدد المذكور فتكون المدة زمان رياضته وسلوكه مجاهدته في سبيل الله تعالى أو أماته حتنف أنفه بالموت الطبيعى ثم بعثه بالاحياء قال : بل لبثت في الحقيقة مائة عام فانظر إلى طعامك وكان التين أو العنب والأول إشارة إلى المدركات الكلية لكونه لبا كله وكون الجزئيات فيه بالقوة كالحبات التى في التين والثانى شارة إلى الجزئيات لبقاء اللواحق المادية معها في الإدراك كالقشر والعجم وشرابك وكان عصير العنب واللبن والأول إشارة إلى العشق والإرادة وعلوم المعارف والحقائق والثانى إشارة إلى العلم النافع كالشرائع لم يتسنة أي لم يتغير عما كان في الأول بحسب الفطر مودعا فيك فإن العلوم مخزونة في كل نفس بحسب استعداده الناس معادن كمعادن الذهب والفضة وإن حجبت بالمواد وخفيت مدة بالتقلب في البرازخ وظلماتها لم تبطل لم تتغير عن حالها حتى إذا رفع الحجاب ظهرت كما كانت وانظر إلى حمارك وهو القالب الحامل للقلب أو